هل من الأفضل الاستحمام ليلاً أم نهارًا؟
ترجمة: هبه محمد مسعود
يحتار أغلب الناس في اختيار الموعد الأنسب والأفضل للاستحمام، حيث يميل البعض إلى وجوب أن يكون في الصباح من أجل أن يبدأ الشخص يومه بنشاط وفعالية، بينما يذهب آخرون إلى أن الأفضل هو أن يكون مساءً من أجل المساعدة على الاسترخاء والنوم المريح ليلاً.
فهل سبق وتساءلت إن كان من الأفضل الاستحمام في الصباح أم المساء؟
بينما يبدو السؤال بسيطًا، إلا أن الإجابة عليه تتوقف على أهدافك الصحية والنفسية. فوفقًا للخبراء، فإن وقت الاستحمام قد يكون مفتاحًا للنوم العميق، أو محفزًا للإبداع، أو حتى عاملًا مهمًا في تحسين النظافة الشخصية.
الحمام الليلي .. طريقك إلى نوم أفضل:
يقول الدكتور شهاب، المحاضر بكلية الطب في جامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام، إن تغيير موعد الاستحمام من الصباح إلى المساء قد يساعد على النوم بعمق.
وبحسب الأبحاث، فإن الحمام الدافئ قبل النوم يهيئ الجسم لعملية التبريد التي تحدث طبيعيًا مع بداية النوم، متماشية مع الساعة البيولوجية. إذ إن الجسم يرسل حرارة دافئة من الداخل إلى السطح، ما يساعد على التخلص منها، ويؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم، وبالتالي يسرّع من الدخول في النوم ويُحسن جودته.
ويضيف الدكتور ماثيو، أستاذ علم النفس في جامعة كورنيل، أن الدراسات أظهرت أن الحمام الليلي يمكن أن يقلل من وقت الاستغراق في النوم ويحسّن جودته، شرط أن يتم بين ساعة إلى ساعتين قبل موعد النوم ولمدة لا تقل عن عشر دقائق. أما إذا تم الاستحمام مباشرة قبل النوم، فلن يتوفر للجسم وقت كافٍ ليبرد ويتهيأ للنوم.
إلى جانب التأثير الإيجابي على النوم، يُعتقد أن الحمام الليلي يعزز من الإبداع، وفقًا لدراسات تشير إلى أن الاسترخاء تحت الماء الدافئ يفتح المجال للتفكير التلقائي وتدفق الأفكار، خاصة في فترات المساء عندما يكون الذهن أقل انشغالًا.
ومن الناحية الصحية، تؤكد الدكتورة رانيلا هيرش، أخصائية الأمراض الجلدية في بوسطن، أن الحمام الليلي يساهم في تنظيف الجسم من العرق، والغبار، ومسببات الحساسية والتلوث التي يتعرض لها الإنسان خلال يومه. والذهاب إلى الفراش دون اغتسال، بحسب قولها، قد يؤدي إلى تهيّج البشرة ونقل الأوساخ إلى الفراش.
الاستحمام الصباحي .. يساعد على الكفاءة والنشاط:
رغم فوائد الحمام الليلي، إلا أن هناك من يفضلون الاستحمام في الصباح، لأسباب تتعلق بالمظهر العملي والنشاط الذهني. تقول الدكتورة شيلبي هاريس، الطبيبة النفسية السريرية، إن البعض يفضل غسل شعره في الصباح لتصفيفه بسهولة قبل التوجه إلى العمل.
كذلك، يشير الخبراء إلى أن الاستحمام الصباحي يساعد على الاستيقاظ وتنشيط الجسم، خصوصًا عند استخدام روائح منعشة مثل اللافندر أو الروزماري التي تعزز من التركيز والانتباه.
في نهاية المطاف، لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع. فالبعض يستفيد من الحمام الليلي، وآخرون يفضلونه صباحًا. المهم هو الاستمرارية. يقول د. إبن: “جسدك يبحث عن إشارات، والاستحمام المنتظم في وقت محدد يمكن أن يصبح واحدة منها، ما يدعم دورة النوم والاستيقاظ لديك”.
نصيحة الخبراء؟
جرّب الاستحمام الليلي لأسبوع، وراقب مدى تحسن نومك واستيقاظك. إن شعرت بالفرق، قد يكون هذا التغيير البسيط هو مفتاح راحتك.
المصدر: مجلة Time الإنجليزية يكتبه مات فوشس