ظهر مؤخرًا أحد الشيوخ الرأسماليين على الساحة المصرية بتدخله وفرض رأيه فى مجالات كثيرة كالرياضة والفن لكى يظهر للعالم بأنه قادر على شراء بعض الفنانين من ذوى ضعاف النفوس الذين يلهثون وراء المال مهما كانت التضحيات!!. على سبيل المثال ما يُثار الآن حول أحد الفنانين المصريين الذى سيقوم بدور نصاب على حجاج فى بيت الله الحرام .
أقول: ما الذى سيحدث لو استعان أحد المنتجين المصريين بفنان من الخليج (أى من البلد التى ينتمى إليها الشيخ …) ليقوم بدور نصاب لينصب على السياح فى مصر مثلاً، وماذا سيكون رد فعل بلده من هذا الدور الذى قد يسئ لهم؟!.
وعلى الجانب الآخر، نحن لا يزال لدينا فنانين عظماء متمسكون بالقيم والمبادئ نقدم فننا فى إطار درامى فى محاولة إيجابية للحفاظ على تربية النشء والحفاظ على المبادىء التى تربينا عليها، وأخص بالذكر الفنان الكبير محمد صبحى الذى أثبت أنه آخر الرجال المحترمين الذين يقدمون رسالة من خلال فنهم الراقى ويرفضون إهانة الفنان الذى يسعى وراء المال.
فكان من الأهمية بمكان أن يسعى الشيخ إلى الاهتمام بالنهوض بالفن عمومًا سواء فى بلده أو غيرها وإظهار المواهب الفنية ويعرضها من خلال دراما فنية بمختلف أنواعها، ولكن تختلف الرؤية هنا بإصراره على عرض الفن المصرى فى مسارح بلده معلنًا عن الأجور التى يتقاضاها هؤلاء الفنانين!!.
وقد نما لعلمنا مؤخرًا بأنه سشارك قى مهرجان الموسيقى العربية هذا العام والذى سيقام بدار الأوبرا المصرية ليكون له نصيب الأسد فى تقديم الفقرات الفنية! وإن صح هذا، فما مصير أكثر من مائة وخمسون مطربا ينتمون إلى دار الأوبرا المصرية ممن ينتظرون هذا الحدث من العام إلى العام لكى تتوفر لديهم الفرصة لتقديم فنهم الراقى الذى لم يستطيعوا تقديمه على أية مسارح أخرى. وأين دور نقابة المهن الموسيقية من هذا الشأن؟! وما مصير كبار المطربين المصريين الذين تعودنا على سماعهم كل عام فى هذا المهرجان؟
نتمنى من السيد وزير الثقافة الجديد التدخل للحفاظ على كرامة الفنان المصرى الذى أثرى الفن العربى فى جميع الدول العربية فلا قيمة للفن بدون الفنان المصرى الذى يبدع دائما فى أداؤه سواء كان غنائيا أو تمثيليا. فلا أحد يستطيع سحب البساط من الفن المصرى ولكن لكى نكون منصفين فلابد أن يكون لدينا مؤسسات إنتاجية كبيرة لتبنى هؤلاء الفنانين الذين لا ينقصهم سوى الإنتاج والذى نتمنى أن يكون دائما نابعا من الدولة المصرية دون غيرها.