دنيا و دين

مولد النور والهدى

9k=

بقلم: أحمد فيظ الله عثمان
مدير الإدارة التعليمية بالمعادي سابقًا


الحمد لله رب العالمين الذى أنار الوجود بخير البرية ، ونشر الخير والأمان برسالته المحمدية، أرسله الله بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلى الله عليه وسلم وقد خص الله نبيه بخصائص وبسط له من الفضائل ماهدى به القلوب والبصائر وأوتيت هذه الأمة الاسلامية بإشراقة مبعثه عليه الصلاة والسلام خيرا عظيما لقد أرسله الله سبحانه وتعالى للناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا فأخرج الناس من الظلمات إلى النور .
ويجب علينا فى ذكرى مولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أن نرجع إلى سيرته لنتخذه قدوة فى كل شيء ، فقد أعطى المثل الصالح للذى يتحمل المسئولية بشجاعة ويواجه الأحداث والمحن بصبر، فقد ألغى عليه الصلاة والسلام فى نظامه كل ألوان الهزيمة والضعف وحمل مشعل الشهامة والكرامة: ” أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ” آية 125 سورة النحل
وقدنشأ عليه الصلاة والسلام عطوفا على الضعفاء ومواسيا للمرضى وبخاصة اليتامى والمساكين . فقد كان عليه الصلاة والسلام صورة حية للقرآن الكريم وعلى نهجه سار أصحابه مقتدين به محبين له فأثنى عليهم الحق فى أواخر الآية157 سورة الأعراف : “فالذين آمنوا وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون “
فعندما سئلت السيدة عائشة رضى الله عنها كيف كان خلق رسول الله ؟ فقالت: أم المؤمنين للذى سألها : كان خلقه القرآن . معنى ذلك كان رسول الله فى كل ما يأتيه وفى كل مايدعه قرآنا مطبقا ومن هنا كان قول الله سبحانه وتعالى : “وإنك لعلى خلق عظيم” فالله سبحانه وتعالى جعله بذلك الأسوة الحسنة فى أقواله وأعماله لجميع المسلمين مدى الحياة فهو المثل الأعلى للانسان الفاضل أدبه ربه فأحسن تأديبه ، ليكون قدوة للناس وليكون نورا يهديهم إلى سواء السبيل ، لقد أختاره الله ليحمل الدعوة إلى الاسلام وليدعوا الناس إلى عبادة الله مخلصين له الدين حنفاء كما يدعوهم إلى عادات طيبة غير ماكانوا يعتادون ، وإلى خلق كريم غير ماكانوا يألفون .
والمسلم يؤمن بأن معجزة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الخالدة هى القرآن الكريم الذى تحدى به الفصحاء والبلغاء ولاريب فى أن القرآن الكريم كلام رب العالمين فهوحق لا يلحقه زيف ولا يأتيه باطل : “لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ” آية 42 سورة الأعراف “ومحمد صلى الله عليه وسلم رسول إلى الناس كافة : “قل ياأيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا” آية 158 سورة الأعراف
والميزة التى اختصه الله بها بين الأنبياء فقد كان كل نبى يبعث إلى قومه خاصة أما نبينا فقد بعث إلى الناس كافة كما يقول عن نفسه ” بعثت إلى الناس عامة ” وهو صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين فليست بعده نبوة ولا رسالة ، فرسالته جمعت أصول الهداية التى تستجيب لحاجة الناس فى كل زمان فهو قد أكمل البناء وختم الرسالات وكما يقول عن نفسه “وأنا خاتم النبيين”
فالرسول عليه الصلاة والسلام يضرب لنا أعظم الأمثلة فى حسن الخلق فحياته سلسلة من الأعمال المجيدة وسنتناول فى هذا المقال بعض الجوانب التى تتصل بأخلاقه والتى تدعونا جميعا إلى أن نقتدى بالنبى فى كرم أخلاقه ونبيل شمائله حتى يعلو قدرنا بين الناس ، وننال رضا الله وثوابه،فقد وصف القرآن الكريم محمدا بأنه رحمة الله للعالمين وبأنه بالمؤمنيين رءوف رحيم ، وبأنه الشاهد المبشر النذير ، وبأنه الداعى إلى الله بإذنه والسراج المنير ، وبأنه على خلق عظيم وقال القرآن الكريم ” هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا”
فلقد كانت شخصية سيدنا محمد من طفولتها إلى يفاعتها ، إلى شبابها ، إلى كهولتها نموذجا رائعا تجلت فيه مبادىء الدعوة التى دعا إليها ونشر بها فى العالمين ولذلك أستحقت هذه الشخصيةالمحمدية السامية أن يدور حولها الحديث و أن يطول فلا يمل ولايسأم ، وأن يعاد ويتكرر فلا يزداد إلا حلاوة وعذوبة .
فترة ماقبل البعثة : كان يتحاكم إلى الرسول الكثير والكثير ومن الأمثلة المشهورة فى ذلك : قضاؤه فى الخلاف الذى بين قريش ، بشأن وضع الحجر الأسود بعد الانتهاء من بناء الكعبة حيث يوضع الركن من البيت وقالت كل قبيلة نحن أحق بوضعه ، واختلفوا حتى خافوا القتال ثم اتفقوا بينهم أول من يدخل من باب شيبة فيكون هو الذى يقضى بينهم وقالوا رضينا وسلمنا بذلك ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من دخل من باب بنى شيبة فيكون هو الذى يقضى بينهم ، فكان رسول الله أول من دخل فلما رآوه قالوا : هذا هو الأمين ، فوضع رسول الله رداء ه وبسطه فى الأرض ، ثم وضع الركن فيه وطلب من كل رجل منهم بأخذ زاوية من زوايا الثوب ثم رفعه جميعا ثم وضعه رسول الله بيده فى موضعه وهكذا كانت الأقدارتدفع به عليه السلام إلى مراتب الشرف وتتجاوز به منازل إخوانه ورفقائه إلى حيث ينبغى أن يكون رأسا جليلا عظيما وإن كان لايزال نبتا صغيرا لقد انطفأت الفتنة بأصالة رأيه وحق قوله تعالى:

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى