رأى

موقف الأشقاء .. هدية لمصر

 

على الرغم من تخلى بعض الدول من
المحسوبين على مصر “أشقاء” فى هذا التوقيت الحرج تاركين مصر تواجه
إسرائيل وأمريكا ودول الناتو بمفردها وأخذوا أماكنهم فى صفوف المتفرجين إلا أنهم
قدموا هدية لمصر دون قصد، وهذه تعتبر من أغلى الهدايا التى كانت تخشاها الدول
المعادية لمصر والتى عملت طوال عدة سنوات لكى لا تحصل مصر على هذه الهدية، وهى
توحيد صفوف الشعب المصرى على قلب رجل واحد خلف الرئيس السيسى.

وقد اكتمل هذا التوحيد خاصة بعد مؤتمر
القاهرة الأخير الذى أسفر عن عدم الخروج بقرارات إيجابية حاسمة مثل الضغط بسلاح
البترول وقطعه عن الدول التى تساعد إسرائيل، بالإضافة إلى انسحاب أمير قطر أثناء
كلمة السيد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية. هذه المشاهد كانت سببًا
مقنعًا لتوحيد صفوف الشعب المصرى ودعمه للرئيس فى اتخاذ أية قرارات من شأنها
الحفاظ على الأمن القومى المصرى.

فالمؤامرة على مصر واضحة وهى تهجير
الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى سيناء وتصفية القضية الفلسطينية والاستيلاء على
أرض غزة لاستكمال مشروع القناة البديلة المنافسة لقناة السويس التى من المفترض أن
تمر بأرض غزة، وهذا يفسر تخازل موقف بعض دول الأشقاء الذين أبرموا اتفاقا مع
إسرائيل بعد التطبيع للاشتراك فى هذا المشروع المشبوه.

ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسى يعى تمامًا
هذه المخططات منذ فترة، وقد أرسل عدة رسائل إلى الداخل والخارج أهمها العرض
العسكرى لإحدى فرق الجيش الثالث كنموذج لتفتيش الحرب وإظهار جاهزية الجيش المصرى
واستعداده وعرض جزء من إمكانيات الجيش المصرى كرسالة طمأنينة للشعب المصرى ورسالة
ردع لكل من تسول له نفسه لتخطى الخط الأحمر الذى وضعه لهم الرئيس السيسى.

الغريب فى الموضوع هو إصرار أمريكا على
المكابرة، على الرغم من اختفاء القوات الخاصة التى أرسلتها إلى غزة ليتم تصفيتهم
جميعا بمعرفة حماس. وقد ازداد الشعور بالخوف لدى الجيش الإسرائيلي والأمريكي من الإقدام
على خطوة الاجتياح البرى بعد اختفاء القوات الأمريكية الخاصة، مما يجعل أمريكا
وإسرائيل فى موقف صعب، فالتراجع عن قرار الاجتياح البرى يجعل من كل منهما دول
ضعيفة فى نظر العالم، وفى نفس الوقت اتخاذ قرار الاجتياح ليس سهلا لأنه لا تزال
أماكن اختفاء الرهائن غير معلومة، وربما يكون هناك ألغام مزروعة فى الطرق وهذا
يزيد من صعوبة الغزو. يضاف إلى ذلك تسليح حماس ودراستهم للشارع والأنفاق أكثر من
الجيش الإسرائيلي مما سيؤدى إلى خسائر كبيرة فى صفوف الجيش الإسرائيلي، وهذا يفسر
تأجيل الغزو البرى.

الأيام القادمة سوف تظهر الوجوه
الحقيقية لعدة دول، وهذا يذكرنا بحرب أكتوبر عندما تأخر العرب فى إرسال البترول
لمصر فى الوقت الذى أعطى شاه إيران آنذاك أوامره للسفن الإيرانية المحملة بالبترول
فى عرض البحر بتغيير اتجاهها إلى مصر. وشاهدنا الرئيس السيسى فى إحدى الحوارات
التلفزيونية عندما سألته المذيعة عن أمن الخليج إذا ما تعرض للخطر من أى دولة فقال
لها مسافة السكة. فهنيئا لهذه الدول بالقواعد الأمريكية على أراضيها
!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى