زهرة شوشة تكتب: كيف نبني جسور للتواصل بين جيل الشباب وكبار السن؟
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة”. لذا، فإن التواصل مع كبار السن ليس مفيدًا لهم فحسب، بل يعود بالنفع أيضًا على الشباب. توفر العلاقات بين الأجيال له فوائد جمة لكل من الصغار والكبار، لكن في مجتمعنا نلاحظ فصلًا غير حميد بحسب العمر، حيث يفتقر الشباب وكبار السن إلى التواصل الجيد ونقاط الالتقاء، مما يؤدي إلى تباعد كبير في العلاقات.
أثناء زيارتي لعدد من دور المسنين، لاحظت أن كبار السن يستفيدون من العلاقات مع الشباب من خلال تحسين صحتهم النفسية والعقلية والبدنية، وفي المقابل، يستفيد الشباب من هذه العلاقات من خلال تبادل الخبرات وبناء المهارات وتحسين رؤيتهم تجاه الحياة. في ظل التقدم التكنولوجي يعيش الشباب اليوم في عالم مليء بالألعاب الفردية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تراجع التواصل الفعّال مع كبار السن أكثر من أي وقت مضى.
هذه الانقسامات المرتبطة بالعمر لها تأثير ضار عبر الأجيال. ولاحظت أيضا أن كبار السن يستفيدون من العلاقات مع الأجيال الشابة من خلال تحسين الوظائف الإدراكية، وتقليل القلق، وزيادة النشاط البدني. وبالمثل، يعزز التواصل مع كبار السن لدى الشباب تطوير الأخلاق والصفات الحسنة، وتنمية المهارات الاجتماعية والدعم النفسي من العلاقات الهادفة.
أدعو إلى إطلاق مبادرات مجتمعية تهدف إلى تعزيز الروابط بين الشباب وكبار السن، مما يتيح فرصة مشاركة الحكمة والخبرة المتراكمة. فالشباب بحاجة إلى التوجيه في حياتهم، مما يساهم في تحسين رؤيتهم للأمور الحياتية وسلوكياتهم تجاه الشيخوخة. كذلك، يشعر كبار السن بالحاجة إلى الشباب، حيث يرغبون في دعمهم واستكشاف أفكارهم ومشاعرهم. فكبار السن يمكنهم تعليم الشباب أساليب الحياة الاجتماعية السليمة، بما في ذلك التخطيط وإجراء المقابلات وطرق القيادة والإدارة. وهناك الكثير من ساكني دور المسنين الذين يتمنون أن يزورهم الشباب، مما يجدد الأمل في نفوسهم.
أنصح الشباب بممارسة هذه التجربة الإيجابية، إذ إن التعرض لثقافات مختلفة من خلال كبار السن يساهم في إعدادهم من جميع النواحي. مجرد تجميع الأشخاص الأكبر سنًا والشباب معًا له تأثير قوي على تأهيل الشباب، ويحقق فوائد نفسية عظيمة لكلا الطرفين. يجب على الشباب إعادة التفكير في الصور النمطية التي قد تكون لديهم، والتفكير في قيمة كبار السن في حياتهم من خلال طلب النصيحة منهم ، ويقترب الشباب منهم أيضا للاستفادة من خبراتهم الطويلة، وهو ما يعزز التواصل بين الأجيال.
نحن أمام وضع خطير، حيث يكاد الشباب لا يتفاعلون مع كبار السن بالحسنى، بل يتعاملون معهم بإساءة وعدم تقدير. أتمنى أن يسعى الشباب للتفاعل معهم في المجتمع، سواء من خلال زيارة دور المسنين أو تقديم وجبات لجيرانهم الأكبر سنًا.
تذكروا أن كبار السن يحملون نصائح ثمينة لمشاركتها مع الشباب، بناءً على تجاربهم في الحياة. دعونا نعمل معًا على تعزيز هذه الروابط، لضمان مستقبل أفضل لجميع الأجيال.