" />
ثقافة وادب

كي تكتملَ الصورةُ



شعر: أحمد المريخي

شهيَّةٌ..

أنفي حساس

اللسانُ اللسانُ

أمدُّ ذراعيَّ على خطِّ الأفق

الغرفةُ أضيقُ من قوسي

خرجتُ إلى الصحراءَ

لم تكنْ هناك رياحٌ أو عواصف

لم أجدِ الرمالَ ولا الجبالَ

ولا الشجرة التي أنْبتَها الله في نفسي

ولا بُدَّ من ظلٍّ كي تكتملَ الصورةُ

ولا بد من ظلٍّ كي تكتملَ الصورة

وأريدُ أن أصرخَ

أريدُ أن أصرخ

الصرخةُ فكَّان بلا أسنانٍ

أفتحُ حلقومي كخرطومِ مطافي يقذفُ ماءَهُ في كوّةِ النار

والغرفةُ أضيقُ من فمي

فمي التنّورُ؛ يبتلعُ صراخًا يملأ أمعائي

يضغطُ بقسوةٍ على صدري

وقلبي طفلٌ محروقٌ قَفَزَ إلى الثلج فلا عاشَ ولا مات؛

يبحثُ عن جسدٍ

جسدي غُرْفةُ كراكيب؛ فيها من كلٍّ زوجان وسَلَاسِل

وفيها رأسي محشورٌ في السقفِ؛ كلما عَنَّ فتْقٌ يرتُقه

لأنه لا يريدُ لهذه القصيدةِ أن تفسدَ كما لا أريدُ لها أن تعيش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى