كلمة أخيرة: الكيل بمكيالين
ترجمة- د. يسرا محمد مسعود
نتحدث كثيراً عن المبدأ الغربى أو المعايير المزدوجة أو الكيل بمكيالين وهذا ينطبق على إسرائيل فقط. وإذا كانت القوات الروسية دخلت أوكرانيا، فنحن نتحدث عن الغزو غير المقبول؛ لأن الأمر يتعلق بخرق لسيادة دولة مستقلة ومن ثم تواجه روسيا العقوبات الصارمة.
ولكن عندما تغزو إسرائيل غزة وتجرى حرب إبادة دون رحمة ضد الأطفال والسيدات والشباب وكبار السن، فيُعد هذا دفاع ذاتى من وجهة نظرهم وهو يمنع كل قرار لمجلس الأمن ينص على وقف إطلاق النار الفورى.
وبينما يزود الغرب أوكرانيا بالأسلحة الضرورية للدفاع عن أراضيها، فإنه يقدم أيضا أسلحة لإسرائيل لدعم ما يعتبره دفاعا شرعيا عن النفس ولا يقتصر مبدأ الكيل بمكيالين على الجوانب السياسية والعسكرية بل يمتد ليشمل أيضا مجالات الحياة الأخرى.
هناك موقف مشترك من قبل مصر وإسرائيل ألا وهو: مطالبة المتاحف الألمانية بإعادة الأعمال الفنية والتراثية المسروقة أو المكتسبة بشكل غير قانونى. ففى ظل النظام النازى، صادرت الحكومة الأعمال الفنية لليهود وغير اليهود التى تعتبر عملا فنيا أدنى لا يعبر عن المبادىء السامية النازية.
وبعد سقوط النظام، بدأت إسرائيل تطالب بإعادة هذه الأعمال، التى تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات مدعية أنها تمثل اليهود المتوفين الذين صودرت ممتلاكتهم.
وفى نفس الوقت، طالبت مصر أيضا بإعادة بعض القطع النادرة لمصر القديمة كرأس نفرتيتى الذى توجد فى ألمانيا وحجر رشيد الذى يوجد فى إنجلترا من بين أمور أخرى.
ردا على ذلك، أصدرت ألمانيا إعلانا رسميا تطالب فيه التحالف بإعادة الأعمال الفنية التى صادرها النظام النازى والذى سمح لإسرائيل، حيث يتزايد عدد اليهود الذين يزعمون أنه لا يمثلهم كل يوم للحصول على آلاف الأعمال الفنية من قبل أعظم الفنانين فى العالم مثل فان جوخ ومونيه وشاغال وغيرهم.
أما بالنسبة لمصر، فقد ثبت أن رأس نفرتيتي على سبيل المثال، غادرت البلاد بسبب الخداع والاحتيال، ويواصل المتحف الألماني المماطلة بشأن ردها. وهكذا فإن الإعلان المنشور يتعلق بإسرائيل فقط وليس ببقية دول العالم، خاصة إذا كانت عربية.
المصدر: الأهرام إبدو، محمد سلماوى، 25 سبتمبر 2024.