اقتصادبترول

في ختام منتدى مصر للتعدين 2025 .. وزير البترول: مصر تفتح آفاقاً جديدة للاستثمار التعديني..ومنجم السكري نموذج يحتذى به

في إطار جهود الدولة لتطوير قطاع التعدين وتعزيز دوره كأحد ركائز الاقتصاد الوطني، شهد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية سلسلة لقاءات مهمة على هامش منتدى مصر للتعدين 2025 الذي يختتم أعماله اليوم بالقاهرة، شملت مسؤولين دوليين وشركاء استثماريين، إلى جانب مناقشات مع قيادات محلية لتوسيع قاعدة الاستثمار التعديني وتحقيق أقصى استفادة من الثروات المعدنية المصرية.

وأكد الوزير خلال هذه اللقاءات أن قطاع التعدين المصري يشهد مرحلة جديدة تقوم على تحديث التشريعات وتهيئة مناخ جاذب للاستثمار، مستعرضًا ما تحقق من إنجازات على صعيد تطوير البيئة التشريعية واللائحة التنفيذية لقانون الثروة المعدنية، إلى جانب إطلاق نماذج جديدة لتراخيص استغلال الذهب والمعادن، بما يعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين.

وفي هذا السياق، التقى الوزير بجيلين دوران، المدير التنفيذي والمسؤول المالي لشركة أنجلو جولد أشانتي العالمية، وهدى منصور نائب الرئيس والعضو المنتدب لشركة السكري لمناجم الذهب، لمناقشة سبل دعم التعاون وتذليل العقبات أمام توسعة أنشطة الشركة في مصر، لا سيما بمنجم السكري، الذي يُعد أحد أكبر 10 مناجم ذهب على مستوى العالم.

وأعرب الوزير عن تقديره للنموذج الناجح الذي يمثله منجم السكري، مؤكداً حرص الوزارة على فتح قنوات تواصل دائمة مع المستثمرين وتقديم الدعم الكامل، خاصة في ظل التعديلات التي أُدخلت على منظومة التراخيص بما يسهم في جذب استثمارات جديدة. وأشار إلى أن الشراكة مع “أنجلو جولد” تعكس الثقة في البيئة الاستثمارية المصرية.

من جانبها، أشادت “دوران” بالتطور الذي شهده منجم السكري، مشيرة إلى أن زيارتها الأخيرة للمنجم كشفت عن مستوى عالٍ من الجودة والاحترافية، ولفتت إلى أن 97% من العمالة في المنجم من الكفاءات المصرية. وأكدت أن استحواذ “أنجلو جولد” على المنجم ساهم في تعزيز موقع الشركة ضمن المؤشرات العالمية، كما طالبت بتسريع إجراءات منح حقوق الاستغلال، خاصة للشركات الناشئة.

akhbarelsaa.com

 

وفي إطار تعزيز التعاون الإقليمي، عقد الوزير لقاءً مع المهندس خالد بن صالح المديفر، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين بالمملكة العربية السعودية، حيث تم استعراض فرص التعاون المشترك في مجالات الاستكشاف والتطوير، والاستفادة من التجارب الناجحة لدى الجانبين، خاصة في مجالات القيمة المضافة والخدمات اللوجستية.

وأشار الوزير إلى أهمية المشروعات الكبرى التي تنفذها مصر، وفي مقدمتها مشروع إنتاج حمض الفوسفوريك، كأحد المشروعات الرائدة في تعظيم القيمة المضافة من الفوسفات، مؤكداً أن منطقة البحر الأحمر تمتلك فرصاً واعدة للاستثمار التعديني. كما أثنى على التجربة السعودية في تنظيم مؤتمر التعدين الدولي، واعتبره نموذجاً يمكن البناء عليه.

akhbarelsaa.com 9WvWMwny

من جانبه، عبّر “المديفر” عن سعادته بالمشاركة في منتدى مصر للتعدين، مشيدًا بالتنظيم والإقبال الكبير من المستثمرين، وأكد أن التقارب الجغرافي بين البلدين يمثل فرصة استراتيجية لتكامل الجهود في القطاع التعديني، خاصة في ظل الإمكانات المشتركة في البحر الأحمر.

وفي إطار إبراز دور المحافظات في دعم الاستثمار، شهد المنتدى جلسة نقاشية شارك فيها عدد من نواب المحافظين، إلى جانب قيادات قطاع البترول، حيث تم استعراض الإمكانات التعدينية والبنية التحتية والتسهيلات المقدمة للمستثمرين في مختلف المحافظات.

وأكد الدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا أن المحافظة مؤهلة لتكون مركزًا لوجستيًا تعدينيًا بفضل موقعها ومشروعات الطاقة الشمسية الجاري تنفيذها، وفي مقدمتها محطة بقدرة 1 جيجاوات، مشيرًا إلى أن قنا لم تعد مجرد محافظة خدمية، بل شريك استثماري في المشروعات المستقبلية.

فيما استعرضت الدكتورة ماجدة حنا، نائب محافظ البحر الأحمر، قصة نجاح منجم السكري كنموذج للتكامل بين الدولة والقطاع الخاص، مشيرة إلى أن الإنتاج المتوقع للمنجم قد يصل إلى 506 آلاف أوقية سنويًا، مستفيدا من بنية تحتية قوية وتعاون حكومي مثمر.

أما الدكتورة حنان مجدي، نائب محافظ الوادي الجديد، فأشارت إلى أن المحافظة تُعد الأكبر مساحة على مستوى الجمهورية، وتضم ثروات ضخمة غير مستغلة، وفي مقدمتها فوسفات أبو طرطور الذي لم يُستغل منه سوى 10%، إلى جانب الرمال البيضاء والسوداء والحجر الجيري. وأشارت إلى مشروعات البنية التحتية، ومنها شبكة طرق بطول 3000 كيلومتر ومحطات طاقة شمسية بطاقة 4 جيجاوات.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، إن المحافظة تعمل على تسهيل إجراءات الاستثمار وتأهيل العمالة في قطاع التعدين، مشيرًا إلى نجاح مشروعات الطاقة الشمسية مثل “بنبان”، وإلى توافر مقومات بنية تحتية قوية، بالإضافة إلى توقيع بروتوكول لإنشاء مدارس للتعدين.

واختتم الجلسة الدكتور علاء البطل، وكيل أول وزارة البترول والمشرف على السلامة والبيئة وكفاءة الطاقة والمناخ، مشددًا على أن وزارة البترول تسعى لجعل مصر مركزًا إقليميًا للصناعات التعدينية، وتولي اهتمامًا بالغًا بالتحول نحو الطاقة النظيفة، حيث أسهمت محطة الطاقة الشمسية في منجم السكري في تقليل استهلاك الديزل وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يقرب من 60 ألف طن سنويًا.

وأكد البطل أن الوزارة حريصة على العمل جنبًا إلى جنب مع الشركاء المحليين والدوليين لتعظيم الاستفادة من الموارد المعدنية، وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي، في إطار رؤية تنموية طموحة تسعى إلى تحقيق الاستدامة والازدهار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى