شعبة أدب البادية تحول بيت العرب بـ “الحمام” إلى منبر للأدب والتراث احتفالاً بفوز محمد دخيل بـ “الشيوخ” عن “مطروح”

في ليلة احتفالية جمعت بين الكلمة والقصيدة والكرم البدوي الأصيل، استضافت قبيلة الجرارة ببادية الحمام – مرسى مطروح – فعاليات شعبة أدب البادية والتراث الشعبي باتحاد كتاب مصر، في أمسية مميزة جاءت بدعوة كريمة من النائب محمد دخيل الجراري، الذي فتح داره العامرة أمام المبدعين والمثقفين، متزامنة مع احتفالات القبيلة بفوزه بعضوية مجلس الشيوخ عن محافظة مطروح.
الفعالية التي أقيمت تحت رعاية الدكتور علاء عبدالهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، حملت عنوان: “أدب البادية والتراث الشفاهي لدى قبائل السننة بمطروح.. بادية الجرارة بمركز الحمام نموذجًا”، وجسدت تلاحم الثقافة مع المجتمع المحلي في أجواء احتفالية فريدة.
وصل وفد اتحاد كتاب مصر برئاسة الشاعر والإذاعي الكبير زينهم البدوي الأمين العام للنقابة، والكاتب أبوالفتوح البرعصي مؤسس ورئيس شعبة أدب البادية، إلى دار آل دخيل في الحمام وسط استقبال حافل يليق بالوفد، حيث اصطف رجال القبيلة يتقدمهم النائب محمد دخيل مرحبين بضيوفهم.
وبعد أداء واجب الضيافة، انتقل الجميع إلى “بيت العرب” الذي جُهّز خصيصاً ليكون ساحة للاحتفاء بالشعر والتراث.
بدأت الفعالية بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، ثم ألقى رئيس الشعبة أبوالفتوح البرعصي كلمة رحب فيها بالضيوف ووجّه الشكر الخاص للنائب محمد دخيل على دعوته الكريمة وكرم ضيافته، ناقلاً تحيات الدكتور علاء عبدالهادي ومجلس النقابة، ومقدماً التهنئة له بفوزه بعضوية مجلس الشيوخ، قائلاً: “إننا نعتز بوجود ممثل مثلكم عن مطروح، وندعو لكم بالتوفيق في خدمة مطالب الناس وتحقيق الاستقرار والتنمية لمصرنا الغالية”.
من جانبه، أعرب النائب محمد دخيل الجراري عن سعادته البالغة باستضافة هذه الأمسية الثقافية في رحاب بادية الجرارة، مثمناً دور اتحاد الكتاب وشعبة البادية في نشر الوعي الثقافي والأدبي وربط النقابة بالمجتمعات الصحراوية. وقال في كلمته: “إن استضافتكم هنا في بيت العرب تكريم لنا جميعاً، وأعدكم أن أكون صوتاً صادقاً لأبناء مطروح تحت قبة مجلس الشيوخ، وأن أجعل من الثقافة والتراث جزءاً من اهتماماتي البرلمانية”.
أما الشاعر والإذاعي الكبير زينهم البدوي، فقد حيّا قبيلة الجرارة على كرم الضيافة، مؤكداً أن هذا الكرم “ليس غريباً عليهم بل هو طابع أصيل متجذر في جيناتهم وموروثهم”، ونقل تهنئة رئيس النقابة الدكتور علاء عبدالهادي للنائب محمد دخيل، ثم تحدث عن دور الشعبة قائلاً: “شعبة أدب البادية ولدت كبيرة بما تقدمه من محتوى ثقافي وفكري، وهي جسر يربط بين النقابة الأم في القاهرة والمجتمعات الصحراوية والنجوع الحدودية، مضيفا، إنني ابن بحيرة البرلس، بيئة الصيادين التي تمتلك تراثها الشفاهي، وأوصي دائماً بالتركيز على الخصوصية التي تميز البادية وثقافتها”، معبراً عن شغفه الدائم بالتعرف على اللهجة البدوية وثرائها.
وفي كلمة مؤثرة، أكدت الإذاعية أحلام أبونواره مقرر الشعبة أن المرأة البدوية هي “جابر البيت”، أي عموده الأساس، محذرة من أن سقوطها يعني انهيار البيت بأكمله. وقدمت التهنئة للنائب محمد دخيل، شاكرة اهتمامه بدعم تعليم الأبناء وخاصة الفتيات، وقالت: “لقد تعلمت من والديّ الأميين حب العلم أكثر مما تعلمته في قاعات الجامعة، وكانت دراستي للماجستير مستلهمة من دور المرأة البدوية في تنمية اقتصاديات الأسرة، ولهذا أوصيكم بالحرص على تعليم البنات فهن السند الحقيقي للمجتمع”.
ومن جانبه أشار الدكتور أحمد الحسيسي رئيس شعبة الترجمة إلى أهمية التراث الشفاهي ودور الشعبة في توثيقه للأجيال القادمة، مؤكداً أن الترجمة يمكن أن تكون وسيلة لإيصال هذا التراث إلى العالم، مشيداً بجهود البرعصي الذي وصفه بأنه “مجمع الحبايب”.
كما تحدث الكاتب الصحفي والروائي عبدالستار حتيتة – ابن بادية مطروح – عن حاجة المجتمع المطروحي إلى خدمات تعليمية وصحية وثقافية، موجهاً رسالة مباشرة للنائب محمد دخيل بأن يضع هذه القضايا في مقدمة أولوياته، إلى جانب الاهتمام بالأدب والتراث الشفاهي وحمايته من الاندثار.
وتوالت الفقرات الشعرية التي ألهبت مشاعر الحضور، فبدأ الشاعر قدورة العجني بتهنئة النائب بقصيدة مؤثرة استلهم فيها أجواء مطروح والبادية، قبل أن ينشد أبياتاً رمزية في حب مصر.
ثم قدم الروائي عبدالله بوزوير مقاطع شعرية نالت تصفيق الحاضرين، تلاه الشاعر جبريل بوجديدة الذي ألقى قصائد من معين الصحراء.
أما مسك الختام فكان مع الشاعر عبدالله بوشعيب السمالوسي الذي أبدع بقصائده خصوصاً قصيدته التي تحمل عنوان ديوانه الأول “أطرافك لم”، وسط إعجاب كبير من الجمهور.
وفي ختام الأمسية، كرّم اتحاد كتاب مصر عدداً من رموز البادية تقديراً لمساهماتهم في الحفاظ على التراث، حيث قُدمت شهادات تقدير إلى النائب محمد دخيل، والشاعر جمال عبدالواحد الجراري، والحاج عبدالستار عبدالرحيم حمد، والأستاذ عزالدين فؤاد حليو.
وشارك في الفعالية عدد من الشخصيات العامة والأدباء، منهم اللواء مراد جابر السعداوي، اللواء سعد زايد، الإذاعي طارق عابده، الشاعر عبدالله بوشعيب، ورجال قبائل مطروح والحمام، في حضور العمد والمشايخ وكوكبة من أبناء القبيلة الذين زينوا الأمسية بوجودهم.
هكذا تحولت بادية الحمام إلى منصة أدبية وثقافية عامرة بالكلمات والقصائد، جمعت بين الضيافة البدوية الأصيلة والإبداع الأدبي الراقي.
وأكدت الفعالية أن التراث الشفاهي وأدب البادية ما زالا حيين نابضين في وجدان المصريين، وأن اتحاد الكتاب وشعبة البادية يواصلان دورهما التنويري في مد جسور التواصل بين المثقفين وأبناء الصحراء، لتظل الكلمة والشعر مرآة للهوية وذاكرة للأمة.
 
				 
					


















