مقالات

سيناء “أرض الفيروز” بين الأطماع .. الأمريكية- الإسرائيلية

 

akhbarelsaa.com w3g2LTzZ

 

 

 

 

 

 

   د. آية الهنداوي*

 

تعود الأطماع الأمريكية-الإسرائيلية في مصر، وتحديداً في سيناء إلى عدة عوامل استراتيجية وجغرافية وإقتصادية:

1. الموقع الاستراتيجي:

تعتبر سيناء منطقة إستراتيجية تربط بين آسيا وإفريقيا، وتتحكم في الملاحة عبر قناة السويس، التي تعدّ من أهم الممرات البحرية في العالم، هذا يجعل السيطرة أو التأثير على سيناء بمثابة ورقة ضغط قوية لأي جهة ترغب في التحكم بالتجارة العالمية وحركة السفن.

2. الأهمية العسكرية والأمنية:

تقع سيناء بجوار الحدود الإسرائيلية مباشرة، وتعد منطقة عازلة طبيعية لذا ترى إسرائيل أن ضمان السيطرة الأمنية على هذه المنطقة أو على الأقل ضبطها بشكل صارم يضمن لها حماية حدودها ومنع أي تهديدات محتملة من الجانب المصري أو من سيناء نفسها.

3. الثروات الطبيعية:

تحتوي سيناء على موارد طبيعية عديدة، مثل الغاز الطبيعي والمعادن، وهي موارد تسعى الدول الكبرى للإستفادة منها، وقد شهدت السنوات الأخيرة إهتماماً متزايداً من الشركات العالمية في إستكشاف الغاز في البحر المتوسط قبالة ساحل سيناء وشبه الجزيرة.

4. الأطماع السياسية والسيطرة غير المباشرة:

تستخدم الولايات المتحدة وإسرائيل عدة وسائل لتحقيق أهدافهما في سيناء دون اللجوء إلى السيطرة المباشرة، مثل المعونات الإقتصادية والعسكرية وتوظيف ضغوط سياسية ودبلوماسية على مصر ، كما تحرصان على توجيه سياسات مصر تجاه سيناء لضمان ألا تكون هذه المنطقة مصدر تهديد أو تحدي لمصالحهما.

5. الجانب الديني والتاريخي:

لسيناء مكانة دينية وتاريخية، وخاصة في العقائد اليهودية، حيث تعتبر أرضاً لها دلالة دينية خاصة لإسرائيل ،هذا الإهتمام يعزز الأطماع والرغبة في الحفاظ على التأثير في المنطقة ولو بشكل غير مباشر.

6. الإستفادة من الوضع الأمني المضطرب:

منذ أحداث 2011 وما تلاها، ظهرت مجموعات متطرفة في سيناء، وهو ما أوجد وضعاً أمنياً مضطرباً، ولذلك فإن الولايات المتحدة وإسرائيل تستفيد من هذه الظروف للضغط على مصر لتعزيز التعاون الأمني وتكثيف التدخل في سيناء تحت مسمى “مكافحة الإرهاب”، مما يسمح لهم بتوسيع نفوذهم وتحقيق بعض المصالح الخاصة.

•• ولذلك حماية سيناء من التهديدات الخارجية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل موضوع ذو أبعاد استراتيجية وأمنية يتطلب التفكير في عدة جوانب، بما في ذلك الأمن العسكري، والتنمية الاقتصادية، والمشاركة المجتمعية. وسوف أعرض من خلال هذا المقال بعض الأفكار التي يمكن أن تلقي الضوء على كيفية تعزيز أمن سيناء وتطويرها بشكل شامل:

1. تعزيز الأمن العسكري وحماية الحدود:

– المراقبة والاستطلاع: يمكن زيادة وسائل المراقبة الحديثة، بما في ذلك إستخدام الطائرات بدون طيار ونظام الرادار المتقدم لضمان مراقبة دقيقة للحدود.

– تنمية القدرات العسكرية المحلية: من المهم تعزيز قوة ونوعية القوات المسلحة المنتشرة في سيناء ،كما يمكن إقامة تدريبات دورية مع قوات الأمن لضمان جاهزيتها للتصدي لأي تهديدات محتملة.

– التعاون الإستخباراتي: يمكن أن يكون للتعاون الإستخباراتي مع دول صديقة أثر كبير في التصدي للتهديدات المباشرة.

2. تطوير الإقتصاد المحلي والمجتمعي في سيناء:

إستثمار البنية التحتية: من خلال بناء طرق ومدن جديدة وتعزيز الخدمات الأساسية يمكن جذب الإستثمارات المحلية والدولية إلى سيناء، مما يخلق فرص عمل ويعزز التنمية.

دعم القطاع السياحي: سيناء منطقة غنية بالموارد الطبيعية والسياحية ولذلك فإن تعزيز السياحة سيزيد من التواجد المدني ويشجع النمو الإقتصادي في المنطقة.

التنمية الزراعية والصناعية: يمكن تقديم حوافز للمزارعين وأصحاب المشاريع الصغيرة لتشجيع الإنتاج المحلي، وتحويل سيناء إلى مركز زراعي وصناعي.

3. إشراك المجتمع المحلي في الأمن:

بناء علاقات قوية مع المجتمعات البدوية: من المهم إشراك القبائل والمجتمعات المحلية في عمليات الأمن وحماية الحدود، من خلال توفير فرص عمل ودعم مشاريعهم.

التوعية والشراكة المجتمعية: حملات التوعية يمكن أن تساعد على تعزيز الشعور بالإنتماء وحماية الوطن.

4. التعاون الإقليمي والدولي:

الدبلوماسية القوية: يمكن لمصر العمل على تقوية علاقاتها الدولية للحد من التهديدات الإقليمية والتأكيد على إستقلالية سيناء وسيادة مصر عليها.

تعزيز التحالفات العربية والإفريقية: يمكن أن يكون للتحالفات الإقليمية دور كبير في التصدي للتهديدات والحفاظ على الإستقرار.

ختاماً ، تتجسد الأطماع الأمريكية والإسرائيلية في سيناء في رغبة كلا الدولتين في تأمين مصالحهما الإقليمية وحماية نفوذهما، سواء من خلال وسائل دبلوماسية أو اقتصادية أو حتى أمنية، مع الحفاظ على علاقة مع مصر تؤمن تلك المصالح وتحول دون قيام سيناء بدور يهدد توجهاتهما الإستراتيجية في المنطقة.

حفظ الله مصر وسيناء وحماها من العدو والمؤامرات.


(*) مدرس مساعد الدراسات اليهودية – كلية الآداب – جامعة المنصورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى