مقالات
ربيع شاهين يكتب: مشاعر القيم والأخلاق بين الشباب .. والفتيات

لا وجه للمقارنة أبدًا ..هناك فارق كبير .. ملايين الشباب والفتيات في محافظات الصعيد والوجه البحري وكذا الأحياء الشعبية.. ربما لا تري أعينهم النوم إلا بضع ساعات معدودات .. مهمومون بمساعدة أهاليهم علي مُر الحياة من تدبير قوت يومهم وملابسهم وزواجهم” إن كان لديهم بعض من الأمل في الزواج في هذه الأيام النكدات”. ومن ثم السعي للتعفف وبعض من العيش الكريم..بالكاد.
هؤلاء هم أبناء المحروسة وزادها وذخيرتها في الحاضر والمستقبل .. وهؤلاء لا وقت ولا مآل لديهم لممارسة ترف إسمه التصييف .. وبعض من المتعة علي شاطئ البحر.. حتي في المصايف الشعبية في رأس البر وجمصة والعجمي وبلطيم وغيرها..
وشباب آخر كلما هل علينا موسم الصيف دأبوا علي ممارسة كل أنواع البذخ في الإنفاق بأرقي الشواطئ ذات العشرة نجوم ولا ضير طالما لديهم القدرة التي تمكنهم من المتعة .. لا يهمنا مصدر هذا الفيض الكبير من المال الذي لديهم أو لدي ذويهم .. من حلال أم حرام .. ليس شأننا لأنه “كل نفس بما كسبت رهينة ” صدق الله العظيم.
لكن ما يهمنا كمجتمع هو ممارسة هذا الحق “في المتعة” في إطار من الانضباط وعدم الخروج على القانون والنظام العام للدولة وقيم المجتمع .. بصرف النظر عن مراعاة مشاعر الفئات المحرومة من هذه المتعة ..
ليس مهم .. وهذا هو ما نراه في المجتمعات القويمة، لا شطط ولا ضرر ولا إضرار بأحد من أبنائه خاصة الفئات الدنيا. فهل هذا مرده إعمال القانون كسيف علي رقبة الجميع دون تمييز؟ ربما .. هل ذلك مرده التربية السليمة .. ربما ..
أظن أن ما يحدث لدينا من إنفلات لا مثيل له في دول أخري تماثلنا ظروفنا ومستوانا المعيشي .. أكاد أجزم أن الفارق يتمثل في تطبيق القانون .. لم يكن هناك فارق بين ما نشهده من سلوكيات في حفلات الغناء والرقص من ممارسات في الشارع .. وكم من الضحايا الأبرياء الذين دفعوا حياتهم بسببها.
وصدق الذين قالوا “من آمن العقاب أساء الأدب”

