مقالات

ربيع شاهين يكتب: لله والوطن .. لا بأس في تبرئة مبارك من الفساد

 

akhbarelsaa.com YBVdvi9B

 

بداية يذهب كثير من فقهاء وأساتذة القانون إلي أن تبرئة إنسان من تهمة لا تعني عدم ارتكابه لها حتي لو كانت جناية قتل، وإنما لعدم اكتمال أدلة الإدانة، وهذا مرجعه ربما عجز الجهات المعنية من تحريات وتحقيق في التوصل إلي هذه الأدلة أو تعمد بعض الجهات طمس هذه الأدلة.

ملحوظة مهمة:
تعمد ترك زكريا عزمي في منصبه بعد سقوط نظام مبارك .. لماذا؟ وماذا كان يعمل في القصور الرئاسية؟ تذكروا أن كل إجراء تجاه رموز نظام مبارك لم يتم إلا بخروج الملايين وإحتجاجهم علي السلطة الحاكمة ممثلة في المجلس العسكري والنائب العام .. دون شك.

أكرر: كم من أحكام قضائية صدرت وتصدر بتبرئة متهمين في قضايا جنائية “بما في ذلك جرائم  القتل” لشك هيئة المحكمة في بعض الأدلة. وهناك قاعدة قانونية يلعب عليها الدفاع لدغدغة مشاعر القضاة بل وترهيبهم وهي “أن الشك يُفسر لمصلحة المتهم”، بل ويذهب البعض من الدفاع (أي المحامين) إلي مخاطبة الهيئة القضائية بعبارة “لئن تبرئ مائة متهم لنقص الأدلة خير من إدانة أو إعدام بريئ”.

وعلى مدي ٥ سنوات شرفت خلالها بتغطية مؤسسات القضاء ومكتب النائب العام وكبريات المحاكمات السياسية والجنائية شاهدت وعايشت كل هذا السجال.

ملحوظة مهمة أخري:
لا يعني كل ما تقدم كراهيتي لشخص الرئيس مبارك يرحمه الله أو إدانتي له بالفساد وقد برأه القضاء، وإنما من حق كل ذي عقل وفهم ورأي سديد إدانة مبارك ونظامه من منطلقات عدة:

أولها: ترك بعض رموز النظام يعيثون فسادًا، الذين ثروا ثراءًا فاحشًا وأفسدوا الحياة السياسية ثم تهريب أموالهم للخارج وهروبهم وراءها فيما بعد..وهو بالطبع المسئول الأول عنهم.

ثانيا: أن مبارك ونظامه تركوا البلد خربة من مرافق وخدمات أهمها التعليم والصحة .. هذا غير انتشار الأمراض والأوبئة بسبب الهندسة الوراثية والمبيدات المدمرة المحظورة دوليا.

ثالثا : تصفية شركات القطاع العام وبيعها بثمن بخس وكذا بيع أراضي الدولة وتوزيعها علي الحواريين ورموز حزب أو عصابة الفساد.

رابعا (الأهم والأخطر): أن مبارك يرحمه الله أو عليه من الله ما يستحق أضاع فرصة تاريخية للنهوض بمصر في كافة المجالات بعد أن مكث في الحكم ثلاثة عقود.

إنه من الخزي والعار أن تنهض دول عدة خلال فترة وجيزة وذلك بحكم وجود قيادات رشيدة بها ولعل البرازيل والنمور الآسيوية خير دليل .. بينما نحن ما شاء الله لا نزال على حالنا.

صحيح أن مبارك كان حريصا علي عدم الخضوع لروشتات صندوق النقد الدولي ومن ثم الحرص علي الطبقة العريضة من الشعب .. ولكن أين كل ذلك مما جري من سياسات دمرت صحة وتعليم هذه الطبقه؟

أخيرًا..
لست في مقام التحامل على مبارك لمصلحة أحد حتي لو كان النظام الحالي .. وإنما هي حقائق لا يكذبها أو يطعن فيها إلا من كان على بصيره وفي قلبه غشاوة .. صحيح أن الشعب يكتوي بالغلاء، وتلك أكبر مصيبة نزلت على رءوسنا.

لكن الكثير يتجاهل أسباب استقرار الأسعار في عهد مبارك وهي تحتاج إلي تحليل لست أهل له .. أري أنها تتلخص في انتعاش حركة السياحة وتدفق الاستثمارات والمسكنات التي اتبعتها المجموعة الاقتصادية حول معدلات التنمية “المكذوبة” وعدم المغامرة بالإنفاق على مشروعات ضخمة مثلما جرى على مدي الأعوام الماضية منذ تولي السيسي الحكم.

نعم توقفت حركة الحياة ولا تزال الشوارع تشكو من حالها، هذا غير المرافق الأخري وانهيار البنية التحتية التي ذكرناها من قبل.

قلنا ما نعتقد أنه رأي صائب خالصا لوجه الله .. ولا نملك من الأمر شيئا، سوي تفويض أمرنا إلي الله..وحده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى