ربيع شاهين يكتب: لله والوطن .. أتمني أن يقرأ الرئيس التاريخ

رحم الله مبارك .. كان يستمع للنصح جيداً إلا في السنوات الأخيرة التي أغرقت سفينته ومعها مصر بسبب بعض مستشاري السوء وبطانة المنتفعين ..لأن كل منهم كان يعنيه بقاء الوضع علي ما هو عليه ظنا بأن لا أحد سيجرؤ علي الاحتجاج حتي هاج البحر وعلت أمواجه ومعه عواصف الرفض .. ووصل بنا الطوفان إلي ما نحن فيه.

من هذا المنطلق أتمني أن يقرأ الرئيس التاريخ جيدا وألا يراهن علي طول صبر الناس وقدرتهم علي الاحتمال وخاصة الطبقة العريضة التي تكتوي بنار الغلاء واستمرار الضغط عليها.

ومن أسف أن ما يردده رئيس الحكومة ينم عن عدم إدراك حجم المخاطر .. وإلا فإنه وكونه المسئول التنفيذي الأول يجبن عن مصارحة الرئيس بحقائق الأمور من منطلق الطاعه العمياء، وهذا سلوك ليس في مصلحة البلد ولا الرئيس نفسه الذي يريد “أو يتعين” أن يكون معه الناصح الأمين.

أتذكر حديث نبوي شريف ذكره الراحل الكبير دكتور أحمد عمر هاشم مرارا عن مستشاري الرئيس، أي رئيس، أو أي أمير، معناه بإيجاز دون النطق الحرفي له “إذا أحب الله أميرًا هيأ له وزيرا أمينا أو مستشارا أمينا يقدم له النصح الأمين يعينه على أداء مهمته .. وإذا أبغض الله أميرا هيأ له وزير سوء ..ألخ، وهو حديث صحيح ومهم جدا عن من لا ينطق عن الهوى صلي الله عليه وسلم.

أعود إلي ما بدأت به خاصة مع تكرار نفس أخطاء وسيناريو ترتيب البرلمان بمجلسيه حاليا .. وهو أمر يثير الأسي. لو أن مبارك يرحمه الله أقدم علي إلغاء انتخابات أحمد عز والتي شهدت أبشع وأجرم عملية تزوير في التاريخ وأجري إصلاحات لاستطاع امتصاص الغضب العام لكنه من أسف لم يفعل وخسر رهان استكانة الناس واستسلامهم للأمر الواقع.

سيادة الرئيس الناس لا تزال تحتفظ لك بقدر كبير من الحب والتقدير .. “وليس لحكومتك التي أرهقتهم” خاصة لما لمسوه من سياسات وطنية اتسمت بالحكمة وصمدت في مواجهة قوي شرسة تستهدف مصر .. اقترنت بإصلاحات في البنية التحتية والطرق والكباري التي سهلت تنقلاتهم إلي جانب نسف قنابل العشوائيات الموقوته .. ومواجهة فيروس C القاتل والقضاء عليه برغم التعثر المستمر في قطاعي التعليم والصحة وهما ركيزتا نهضة أي مجتمع.

نرجو ومعي كل المخلصين محبيك ومحبي هذا البلد أن تقرأ المشهد جيدا بعيدا عن بطانة ومستشاري السوء التي تجبن عن قول الرأي السديد الصائب والنصح الرشيد.. ما يجري في هذا البرلمان نزير شؤم.. وتشويه لصورة مصر.. وتعلمون حجم التربص بها من كل مكان.

حفظ الله الكنانة ووفقكم للعبور بسفينتها الي بر الأمان.