ثقافة وادب

د. سيد عبدالعال حسان يكتب .. الحلم القاتل   

كان لي حلم كبير منذ الطفولة يأتيني فى المنام والصحيان..أني أنافس الطير فى السماء ويصبح لي جناحين قويين اقطع بهما المسافات وفي ليلة من ليالي الشتاء القارص هداني شيطاني إلى عمل جناحين من الريش ثبتهما في جسدي بالشمع والدماء ومن فوق جبل عالي كله مطبات تطلب صعوده السير على اجساد الاحياء وسمعت السموات من الناس، صعدت  ولم أبه لتكسر عظامهم تحت أقدامي ولا لأناتهم.. صعدت وقررت الطيران وما أن بزغت شمس الحقيقة ذاب شمع  الجناحان اسرع من الثلج في يوم حار  وجدتني اهوي إلى القاع بسرعة شديدة ومع ذلك لمحت جاري يمارس الرذيلة مع الخادمه ورئيسي فى العمل يحضن سكرتيرته وعبده الهباش جالس على مكتبه وفى فمه السيجار الكوبي يعد رزم الدولارات ..والناس في طابور العيش تتململ وآخرون فى حمامات السباحة يلهون ..ياله من منظر مفجع اتحرك نحو الأرض بسرعة رهيبة بعد ان لفظتني السماء والناس فى الشارع يهللون ما طار طائر وارتفع الا إلى الأرض وقع ونهيق الحمير يصم اذني احنا معاك و ح نستناك وانا اصرخ بعلو صوتي ولا مجيب ضعوا مراتب على الأرض علها تنقذني يردون بكل شماته لا نملك ما يريح عظامك،   لا يوجد ما ينفعك هنا .. اسالوا الجيران والزملاء والاصدقاء ومن تغنوا بعظمتي لا مجيب لقد نفذ رصيدكم . رصدت عيناي برج عالي يناطح السحاب حاولت التشبث به كنت شيدته للتباهي والتناطح لعله ينفع فى هذا اليوم ولكن ماذا يفعل ذلك الخاذوق لمثل هذا اليوم — لم تفلح المحاولة … وها أنا اصارع الدود فى القاع.  فهل من منقذ؟ لعل من رأني  ورأيته يعلم أن الزبد يذهب جفاء  وان من الاحلام ماقتل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى