مقالات
د. أشرف رضوان يكتب: هل يتحول أطباء وزارة الصحة إلى إداريين لصرف التذاكر؟!
ميزانية وزارة الصحة لا تتحمل أن يكون لديها العمالة زائدة من موظفين وخدمات معاونة وأمن.. الخ . لذلك ومنذ سنوات تجتهد الوزارة لكى تقدم الخدمة الطبية بما يتوافر لديها من الإمكانات البشرية المتاحة مع ظهور أمراض جديدة مثل كورونا وكان من الطبيعى أن تنضم إلى مجموعة المبادرات الرئاسية التى تهدف إلى أن يكون لدينا مواطنين أصحاء بدرجة كبيرة تماشيا مع مقولة الوقاية خير من العلاج وقد ظهرت هذه المبادرات بوضوح بداية من مبادرة فيروس سى مرورا بباقى المبادرات الأخرى مثل الأمراض الغير سارية من ضغط وسكر وأيضا مبادرة صحة المرأة وفحص الثدى ومبادرة السمعيات بالنسبة للأطفال حديثى الولادة ومبادرة المسنين وقلبك أمانة والأورام وغيرها .
وقد قامت وزارة الصحة بتوفير أجهزة كمبيوتر لبعض المراكز الطبية المرشحة لدخول التطوير والميكنة لكى تكون جميع الخدمات المتاحة بداية من صرف التذاكر مرورا بالتخصصات المختلفة مميكنة إلى أن يصل المواطن أو المريض لمرحلة صرف العلاج فى الصيدلية كلها بنظام الكمبيوتر .
كل ما سبق يجعلنا نشعر بنقلة حضارية فى المنظومة الطبية لم تكن متوفرة من قبل .. ولكن، كان من الطبيعى أن يصاحب هذه النقلة مجموعة العمل التى سوف تؤدى هذه الخدمة. وهنا تكمن المشكلة إذ أن وزارة الصحة لم يتوافر لديها طاقم الموظفين المدربين على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالخدمة الطبية مما اضطرها إلى الاستعانة بالعمالة الزائدة لديها وهى أطباء الأسنان والعلاج الطبيعى وأصبح مستقبل هؤلاء الأطباء منحصرا فى هذه الأعمال الإدارية دون ممارسة الكثير منهم لمهنته الأصلية علما بأن خطاب استلام العمل ينص على أن يعمل بالمركز الطبى طبيب أسنان أو أخصائى أو ممارس علاج طبيعى. فكيف استطاعت وزارة الصحة أن تسلبهم هذا الحق لكى يتحولوا إلى موظفين يعملون على أجهزة الكمبيوتر بعيدا عن مهنتهم التى يمارسونها لعلاج المرضى وكل هذا بسبب نقص العمالة أو الإمكانات المادية أو الميزانية لتوفير موظفين!
ومع ذلك امتثل الغالبية العظمى من هؤلاء الأطباء للأوامر المجحفة نظرا لاحتياجهم إلى مرتباتهم الهزيلة، أما البعض الآخر فقرر الابتعاد عن هذه المهزلة بعمل إجازة خاصة بدون مرتب لأى سبب من الأسباب المصرح بها . ولكن وزارة الصحة لم تكتف بهذا التكدير بل أجبرت هؤلاء الأطباء على العمل فى شباك التذاكر لصرف التذاكر للمواطنين بدلا من الموظفين .
والسؤال: أين دور المسئولين فى وزارة الصحة من هذا العبث؟