خبراء طاقة: إعلان وزارة البترول عن الانتهاء من حفر بئرين لإنتاج الغاز يساهم في تعزيز قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي
أحمد قنديل: يحقق الاستقرار في السوق المحلية
وفاء على: إضافة إلى خريطة إنتاج الغاز الطبيعي فى فبراير المقبل
محمود أبو الفتوح: أمل مصر في الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتصدير الفائض بحلول 2030
فيما أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية انتهاء شركة بي بي العالمية بنجاح من أعمال الحفر واستكمال الآبار للبئرين الإضافيين بحقل غاز ريفين بالبحر المتوسط ، وأنه يجري حاليًا تنفيذ أعمال التركيبات البحرية لربط الآبار على شبكات الإنتاج القائمة بالبحر المتوسط لبدء عمليات الإنتاج، أكد خبراء الطاقة أن ذلك سيساهم في تعزيز قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي ، ويعكس جدية الحكومة المصرية في الاستغلال الأمثل للحقول القائمة وتسريع عمليات التنقيب عن احتياطيات جديدة.
عبر الدكتور أحمد قنديل رئيس وحدة العلاقات الدولية وبرنامج الطاقة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن سعادته بإعلان وزارة البترول عن انتهاء شركة بيبي العالمية بنجاح في أعمال الحفر ، واستكمال الآبار في حقل غاز ريفين، لأنه يساهم في تعزيز قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي ، ويعني أيضا أن الحكومة المصرية جادة في الاستغلال الأمثل للحقول القائمة ، وتسريع عمليات التنقيب عن احتياطيات جديدة ، وهذا أمر بالغ الأهمية ، ليس فقط لتحقيق الاستقرار في السوق المحلية، وإنما لتقليل الاعتماد على الواردات ، وتخفيف الضغط الاقتصادي الناجم عن ارتفاع الطلب على الطاقة في مصر وتقلبات سعر صرف العملة المصرية وتقلب أسعار النفط العالمية.
وأشار”قنديل” إلى أن هذا الإعلان لوزارة البترول يعني من وجهة نظري أن الحكومة بدأت تتجاوز عدد من المشكلات الهيكلية في قطاع البترول بدءا من تراجع انتاج النفط والغاز خلال العامين ونصف الماضيين ، وتزايد المستحقات المتأخرة لشركات الطاقة العالمية الشريكة لمصر في تطوير هذه الحقول ، لافتا إلى أن خطة وزارة البترول والحكومة شجعت الشركات الأجنبية منذ أكتوبر الماضي على زيادة الاستثمارات ، لأنه تم إعادة هيكلة مستحقات هذه الشركات و الاستجابة لشكواهم من التأخر في الحصول على هذه المستحقات.
ولفت إلى أن الحكومة تمكنت منذ مارس الماضي من تسديد حوالي 3.5 مليار دولار لهذه الشركات، ووضعت عدد من الحوافز الأخرى لتشجيعهم للعمل في تطوير الحقول القائمة واستكشاف حقول جديدة.
ومن ناحيتها قالت الدكتورة وفاء على أستاذ الاقتصاد والطاقة إن مصر تسعى إلى مواصلة جهودها فى إعادة بناء الجغرافيا للخريطة الطاقوية المصرية لتعزيز قطاع الطاقة كمكون رئيسى من مكونات الأمن القومي المصرى وهو الملف الأول فى تحسين وتيرة الاقتصاد من خلال زيادة الإنتاج المحلى وتنمية الحقول بجغرافيا جديدة فى إطار استراتيجية شاملة لتحقيق الاستدامة وتلبية احتياجات السوق المحلية، ومن هذا المنطلق كان الإعلان عن حفر بئرين عن طريق شركة بى بى بحقل ريفين البحرى حيث انتهت الشركة من أعمال الحفر للآبار الإضافية حتى يتم إضافتها على خريطة إنتاج الغاز الطبيعي فى فبراير المقبل وذلك قبل الموعد المخطط له بثلاثة أشهر فى خطوة محورية وحالة من الزخم الإيجابي لتوسيع نطاق عمليات البحث والاستكشاف فى المتوسط والعودة إلى المخططات المعتمدة .
وأشارت وفاء على إلى أن أعمال الحفر للآبار الإضافية خطة معدة مسبقاً من قبل وزارة البترول لحفر ٤٦ بئر كحد أدنى هذا العام الذى سيتم توقيع عدد ١٥ اتفاقية تصل استثماراتها إلى ٦٤٨,٥ مليون دولار غير منح التوقيع التى تبلغ ٢٠ مليون دولار وهناك نهج تكتيكى بعد سداد مستحقات الشركاء الأجانب بخطة زمنية لتقليل الفاتورة الاستيرادية وتلبية احتياجات السوق المحلية وزيادة خطة الإنتاج بحوالى ١٤% خلال العام المالى ٢٤/ ٢٥
ومن جانبه أكد المهندس محمود أبو الفتوح خبير انتاج بترول دولي أن هذه الآبار العملاقة لإنتاج الغاز الطبيعي والمتكثفات أمل مصر في الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتصدير الفائض من الغاز أو الكهرباء بحلول العام 2030.
وأشار إلى أن استثمارات حفر البئرين تبلغ 200 مليون دولار ومن المتوقع ربط انتاجهم بأحدي منصات انتاج منطقة الكينج بنهاية فبراير مع توقع بداية الإنتاج التجاري المستقر قبل الانتهاء من الربع الأول من عام 2025 بزيادة انتاجيه 200 مليون قدم مكعب من الغاز وحوالي 8 آلاف برميل من المتكثفات النفطيه عالية الجودة.
وقال أبو الفتوح إن نشاط بي بي في مجال استكشاف وانتاج الغاز الطبيعي له مدلولات عظيمه علي مصر في الوقت الراهن، فالي جانب انعكاس ثقة الشركات العظمي اكسون موبيل وبي بي وشيفرون وشل الهولانديه في الاقتصاد والأمن المصري فأنها تعطي فائدة فنيه كبيرة علي وجود الخبرات العالمية وعملها في زيادة انتاج الغاز الطبيعي المصري.
وأضاف ، شركة بي بي جلبت الي مصر أحدث واكبر سفنها للحفر العملاقه VALARIS DS -12 للعمل في حقل ريفين كما جلبت سفينه أخري VALARIS DS -9 للعمل في انشطة استكشافيه جديده في نفس المنطقه مع وعود بالتمدد عمقا وغرباً بحثاً عن فرص جديدة تخدم الاهداف المصريه في مجال الطاقه.
ولفت أبو الفتوح إلى أن زيادة انتاج مصر من الغاز الطبيعي استحوذ علي اهتمام المواطن المصري ربما للحاجة الملحة إليه في الوقت الحالي وفي توفير الكهرباء في فصل الصيف ولكن تواتر أخبار إيجابية عن نتائج هذه الأنشطة البترولية له انعكاسات سياسية واقتصادية وأمنيه أعظم علي المدي الطويل بالنسبة للخطط المصرية المستقبلية.