تعد برامج تطوير العشوائيات جزءًا من الجهود الحكومية والمجتمعية الهادفة إلى تحسين حياة سكان المناطق غير المخططة وتوفير سكن ملائم وبنية تحتية متكاملة.
ومع انتقال السكان إلى هذه المدن المطورة، بات التمكين الاقتصادي للمرأة أحد التحديات والفرص البارزة. من العشوائيات إلى المدن المطورة: بداية جديدة تعيش العديد من النساء في المناطق العشوائية وسط ظروف اقتصادية صعبة، حيث يعتمدن على أعمال غير رسمية وغير مستقرة. ومع الانتقال إلى المدن المطورة، أصبح الهدف الأساسي ليس فقط تحسين البنية التحتية ولكن أيضًا تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية للنساء اللاتي يمثلن جزءًا كبيرًا من السكان.
فالتحديات الاقتصادية رغم التحسن الذي شهدته العديد من النساء بعد الانتقال إلى المدن المطورة، إلا أن التحديات ما زالت موجودة. وتتجسد التحديات أيضا في قلة الموارد المالية وغياب فرص العمل المستدامة، مما يجعل النساء يواجهن صعوبة في تأمين مصادر دخل ثابتة تساعدهن على تلبية احتياجاتهن واحتياجات أسرهن.
تتحدث “أم أحمد”، إحدى النساء المنتقلات إلى مدينة الأسمرات، عن التغير الذي طرأ على حياتها قائلة: “بعد الانتقال إلى المدينة، حصلت على فرصة للتدريب على الحرف اليدوية من خلال ورش نظمتها الجمعيات الأهلية. فكنت أعمل سابقًا بشكل غير منتظم في تنظيف المنازل، لكن الآن أملك مهارة أستطيع من خلالها بيع منتجاتي وكسب دخل ثابت”.
وتقول “نادية”، أم لثلاثة أطفال: “صحيح أن السكن أصبح أفضل، لكن الفرص الاقتصادية ما زالت محدودة. نحتاج إلى دعم أكبر لتوفير فرص عمل دائمة وتحسين مهاراتنا”.
وفي هذا الإطار يلعب المجلس القومي للمرأة الدور التوعوي والتدريبي دورًا محوريًا في دعم النساء في المدن المطورة من خلال توفير برامج تدريبية وتوعوية تهدف إلى تعزيز قدراتهن الاقتصادية والاجتماعية، ويقوم بتقديم دورات تدريبية في مجالات مثل الحرف اليدوية، وإدارة المشروعات، والتسويق الإلكتروني. كما يسهم في توجيه النساء نحو الجهات التي توفر دعمًا ماليًا وقروضًا ميسرة.
تقول الدكتورة أم كلثوم شلش، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة في القاهرة: “نحن نركز على تمكين المرأة من خلال رفع وعيها بحقوقها الاقتصادية وتطوير مهاراتها العملية، ونعمل على توفير الدعم اللازم لها كي تستطيع الدخول إلى سوق العمل أو بدء مشروع صغير، بالإضافة إلى تعزيز التوعية حول أهمية المشاركة الاقتصادية”.
قصص نجاح: من العشوائيات إلى ريادة الأعمال نجحت بعض النساء في تحويل حياتهن من الاعتماد على المساعدات إلى الريادة في الأعمال الصغيرة. فعلى سبيل المثال، تمكنت “سعاد”، التي انتقلت من منطقة عشوائية إلى مدينة بشائر الخير، من تأسيس مشروع صغير لبيع الحلويات المنزلية. تقول سعاد: “من خلال التدريب الذي حصلت عليه، تعلمت كيفية إدارة مشروعي وتسويق منتجاتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. اليوم أتمتع بدخل يتيح لي مساعدة أسرتي على توفير حياة أفضل”.
الاستدامة ومستقبل التمكين الاقتصادي على الرغم من المبادرات الحكومية والمجتمعية، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق الاستدامة في جهود التمكين الاقتصادي. تحتاج النساء في هذه المدن إلى برامج طويلة الأمد تضمن لهن فرصة استمرار النجاح والنمو.
ختامًا، يعتبر التمكين الاقتصادي للمرأة في مدن تطوير العشوائيات خطوة مهمة نحو تحسين أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية. ومع استمرار دعم المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، يمكن لهن أن يكن رائدات في مجتمعاتهن، قادرات على تحسين حياتهن وحياة أسرهن والمساهمة في التنمية الاقتصادية للمجتمع ككل.