رأى

ميادة موسي تكتب: تأخر الزواج ليس نهاية الحياة في الصعيد

تأخر الزواج .. نحن اليوم نعيش أزمة ثقافة مجتمعية في أغلب بيوت الصعيد فعندما توجد فتاة تبلغ من العمر 25 عاما أو شاب يصل إلى الثلاثين من عمره يبدو الأمر و كأنه كارثة فالمجتمع بثقافة البيئة المتوارثة فى الجنوب ينظر إلى هذه النماذج من الفتيات والشبان على أنهم نماذج شاذة عن ناموس الطبيعة التى نشأوا عليها و من هنا نجد أن ثقافة المجتمع هذه تهدد بيوتا كثيرة فى الصعيد بالتعاسة.

أسباب تلك الظاهرة تكمن فى تأخر سن الزواج الشباب لأسباب متعددة، البعض من الأهلى فى الصعيد يقول إن تأخر سن زواج البنات ظاهرة في عصرنا، و لكن فى يقينى عندما يصبح الوصول للنساء خارج إطار الزواج ظاهرة عبر وسائل التواصل الإجتماعى و السوشيال ميديا يصبح تأخر سن الزواج ظاهرة أيضا و الأمر ببساطة لو قمنا بجولة هنا وهناك عبر فيس بوك نلاحظ نماذج سلبية فى صفحات بنات اليوم من قلة الحياء فى بوستات يضحكن فيها و ينشرن صورهن بلا ضابط أو رابط مع رقة الحرف وتغنجة فيما يكتبون.

وهذه الأمور المعروضة مجانا على الرجال كافة ماكان الرجل يحلم بمعشارها إلا داخل الإطار الشرعي و هو الزواج تجعلنا لا نلقى اللوم على الرجل إن عزف وزهد فى الزواج فإن المتخم لا يشتاق للطعام …..

و من أبرز الأسباب الأخرى لتأخر سن الزواج الظروف الاقتصادية الصعبة فمن المعروف أن الزواج قرار مصيري يضم العديد من المسؤوليات منها ما يتطلب إنفاق المال والاعتناء بشئون الأسرة وتحمل مسؤوليتها وتوفير متطلبات العيش الكريم فى ظل غلاء المعيشة حيث أصبح الدخل متدنيا مع الافتقار لمستوى تعليمي عال قد يوفر لهم وظيفة مناسبة ذات دخل مقبول تغير مفاهيم الزواج لدي الجيل الحديث.

و ربما ظهرت في السنوات الأخيرة مفاهيم جديدة غيرت من نظرة فئة كبيرة من الشباب والبالغين حيث أن المتعارف عليه منذ القدم الزواج رباط مقدس يحيي روابط أسرية، أما اليوم فقد أصبح الشبان يتبنون أفكارا مختلفة تميل لإحياء مشاعر غير أخلاقية من الحب والرومانسية والعواطف الجياشة وهو ما يتعارض مع قواعد ومفاهيم الزواج القديمة القائمة علي محاولة خلق بيئة أسرية مثالية وبناء علاقة صحية ناجحة قائمة علي الرضا والود والتناغم دون تحديدها بشروط.

كذلك فإن معارضة الأسرة لقرار الزواج أو طلب تأخيره ف بعض الأحيان يرجع إلى انهم يرفضون فكرة رؤية المتقدم للزواج لمن إختارها عروسا له بحجة أن ذلك لا يتناسب مع العادات والتقاليد أو أنهم غير مؤهلين للزواج اوبسب الخوف المبالغ فيه أوغير ذلك مما يتسبب في النهاية فى تأخر الزواج ….

أيضا مرور أى شاب بتجربة سابقة فشلت ولاتزال آثارها عالقة فى ذهنه قد يغير ذلك من نظرته لحياته المستقبلية ….

كما اننا يجب ان لا نغفل الفروقات الاجتماعية ما يصعب معه  إيجاد الشريك المناسب وفي بعض الأحيان تكون الفروقات في التفكير أو في المستوي التعليمي والثقافي أو الطبقة الاجتماعية أو فى غيرها أو بسبب البحث عن الكمال الذي لايمكن العثور عليه في شخص واحد.

و من الأسباب الجوهرية ايضا اختيار الوقت المناسب لطرح فكرة الزواج حيث إن بعض الأهالي يفضلون تزويج أبنائهم بعد انتهاء الدراسة أو إيجاد وظيفة مناسبة تضمن للشاب مستقبلا جيدا …

أيضا وجود خطط أو أهداف مهنية تضعها بعض النساء في قائمة أولوياتهن ويرغبن بتحقيقها قبل الزواج والالتزام تجاه الشريك والأسرة ومنها التعليم العالي وكسب المال والعمل والوصول للاستقرار المادي. و قد يكون التركيز علي المصالح الشخصية والرغبة فى السفر وأحيانا تأجيل الإنجاب وتحمل المسئوليّة والمكافحة في سيبل إيجاد شريك مناسب وموثوق يقدر المرأة ويحترم كيانها الخاص واستقلاليتها وتفضيلاتها وحريتها ومن وجهة أخري ينظر لها كنصف آخر يكمله ..

و فى المقابل ارتفاع نسبة الطلاق في السنوات الأخيرة على غير العادة فى الصعيد وتربية الأجيال علي الرفاهية أكثر من اللازم وعدم تحمل المسؤلية حيث ننسى اننا نربي شبابا واعيا مثقفا فالحياة الزوجية تحتاج إلي صبر وتفاهم والعشرة الطيبة تهون الكثير من المشكلات فقد توجد بعض الخلافات التي تحتاج إلى تفاهم من الطرفين وتيسير مسألة المهور وتكاليف الزواج كما يجب التخلي عن بعض الشكليات والاهتمام بالجوهر الحقيقي وأهم شرط في الزواج هو الكفااااااءة.

ويجب التكثيف من الدورات الثقافية في المجتمعات الشبابية ليتعلموا فن تخطي الأزمات بسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى