مقالات
بعد حجب التيك توك في أمريكا.. هل يحظر تطبيقه في مصر؟
بقلم: د. أشرف رضوان
فى السابق وتحديدا قبل انتشار الفيس بوك والتيك توك والسوشيال ميديا كانت لدينا صحافة قوية مؤثرة بشكل كبير يعتبرها الشعب سندا له فى الشدائد وكان هناك أبواب فى كل جريدة خاصة بسرد شكاوى المواطنين الموجهة إلى مختلف الوزارات فى إطار منظم ومحترم يضمن حقوق كلا الطرفين الشاكى والمشتكى إليه بلا تجاوزات لأن الشكوى صادرة من مصادر معلومة يسهل التعامل معها ، إلى أن حدثت ثورة فى الاتصالات وأصبح لدينا السوشيال ميديا الذى له إيجابياته فى تقارب الأشخاص وسلبياته عند استخدامه لأغراض سيئة بحسابات وهمية .
ومؤخرا وصلنا إلى التيك توك الذى أصبح وسيلة رخيصة فى معظم حساباته لنشر سلبيات فى المجتمع تسىء إلى الدولة والمواطنين . أذكر فى الماضى مشكلة أحد أولياء الأمور مع إدارة إحدى المدارس الخاصة طلب من إدارة المدرسة الاهتمام بابنته وضمان توصيلها من سيارة المدرسة إلى باب المنزل دون أن تعبر الشارع نظرا لصغر سنها آنذاك فهى فى مرحلة الحضانة واستقبله مسؤول المدرسة بالترحاب ولكن لم يحدث شيئا جديدا فمشرفة الباص المسؤولة عن توصيل الإبنة لاتزال تتركها لمصيرها للعبور بمفردها الشارع بدونها الأمر الذى دفع ولى الأمر إلى تصعيد المشكلة واختصر المسافة ووجه نداء عبر الصحف إلى وزير التربية والتعليم للتدخل لحل هذه المشكلة وبالفعل ذهب مسؤول من وزارة التربية والتعليم إلى المدرسة والتقى بكل من المسؤول فى المدرسة وولى الأمر وانتهى الموقف لصالح ولى الأمر والتزمت مشرفة الباص بالتعليمات .
أما اليوم وبعد انتشار السوشيال ميديا نلاحظ أن المسؤولين فى الحكومة لا يتحركون إلا بعد نشر المشكلات عبر السوشيال ميديا فقط وأذكر فى ذلك واقعة لأحد الأطباء الذين بلغوا سن التقاعد منذ عامين عندما توجه إلى الصحف فى باب شكاوى المواطنين للحصول على حقوقه المالية المتأخرة طالبا من وزير الصحة التدخل لصرف البدل النقدى عن رصيد أجازاته ولكن لا حياة لمن تنادي. مما يؤكد أن الأولويات أصبحت متعلقة بتريند السوشيال ميديا، فكلما انتشر الموضوع أو المشكلة عبر السوشيال ميديا كلما ازداد الاهتمام وكان الحل سريعا عن طريق المسؤولين !!.
واليوم ونحن نعيش أسوأ فترات الميديا بعد إضافة التيك توك الذى أصبح مصدر إغراء لكل من يهوى جمع المال عن طريق كثرة المشاهدات مما أتاح الفرصة لأى شخص لتقديم محتوى يخل بالقيم والمبادئ فى مجتمعنا المحافظ دون رقابة أو ضوابط تضمن السيطرة على المحتوى الذى يقدمه التيك توكار . وبالفعل هناك محتويات دينية وثقافة واجتماعية هادفة يستخدمها أصحابها لتوعية المواطنين ولكن لا يخلو الموضوع من مشاركة قوى الشر من أجل الحصول على المال بتقديم أى محتوى هابط مهما كان مستواه .
ومما آثار الجدل هذه الأيام هو قيام إحدى الفتيات بتقديم محتوى تنشر من خلاله بالأسماء خلية لتجارة الأعضاء. والغريب أن هذه الأسماء لم يتقدم أحدهم بمحضر ضد هذه الفتاه مما يثير الشكوك ولكن هذا الموضوع ساعد على كشف حقيقة بعض الشخصيات التى كانت فى مستوى مادى ضحل وأصبحت من ذوى الأملاك فى فترة قصيرة مما أكد الشك . وغيرهم من مشكلات التيك توك الذى أتاح الفرصة لبعض الفتيات للرقص أمام الكاميرا فى المنزل لجذب أكبر عدد من المشاهدات وأصبحنا على مشارف إنحدار للقيم والمبادئ والبعد عن الدين والعلم . لذلك كان من الضرورة أن نطالب بغلق التيك توك فى مصر فهو أصبح بمثابة قنبلة موقوتة سوف تنفجر فى المجتمع بأسره لتأخذ معها المجتمع إلى الضلال ولابد من تفعيل دور العبادة فى المسجد والكنيسة لتوعية المواطنين بالبعد عن المعاصى بكل أنواعها والتقرب إلى الله من أجل الحفاظ على مجتمعنا الذى أصبح على وشك الانهيار من أجل الأطماع المادية .