انطلاق أعمال منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة ال6 بمكتبة الإسكندرية
عبد العزيز بن طلال: ضرورة تمكين وتنمية قدرات أطفالنا المعرفية الإبداعية والإنسانية والمهارية لصناعة المستقبل
هيفاء أبو غزالة: نحن أمام تنشئة إلكترونية للطفل تتوافق وطبيعة العصر الرقمي في مرحلته الرابعة
أحمد زايد: الحاجة إلى تطوير رؤى واضحة للسلم والازدهار والتنمية المستدامة في المجتمعات
القحطاني: الاهتمام بالطفولة هو من أساسيات استدامة التنمية
أكد الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” أهمية أن نكون مستعدين لتمكين أطفالنا للمستقبل، من خلال تنمية قدراتهم الإبداعية والإنسانية، وتمكينهم من القدرات المعرفية والمهارية، للتعامل مع مقتضيات الثورات التكنولوجية والرقمية المتتالية ومتغيراتها المتسارعة، حتى نمكن أبنائنا من التعامل والمنافسة وصناعة المستقبل في عالم متغير دائم التطور.
جاء ذلك في افتتاح أعمال منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة السادس تحت شعار “تمكين الطفل العربي لعصر الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها”، والذي يقام تحت رعايته بالتعاون مع السفير أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، والدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، حيث بدأت أعماله بمكتبة الإسكندرية بتنظيم من المجلس العربي للطفولة والتنمية وجامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”، وبمشاركة ما يقرب من 250 مشاركا من 16 دولة عربية يمثلون منظمات المجتمع المدني والمؤسسات المعنية بالطفولة والخبراء والمتخصصين، والإعلام، والأطفال، والشباب.
كما أكد الأمير “طلال” خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” على أهمية وضرورة دعم مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال الطفولة، حيث حرص المجلس العربي للطفولة والتنمية مع الشركاء على أن يكون المنتدى في نسخته السادسة متماشيا ومواكبا مع التغيرات والتحديات الراهنة التي يشهدها العالم والمنطقة العربية، فقد أظهرت دراسة المجلس حول “جاهزية الأطفال في عصر الثورة الصناعية الرابعة”، مدى تأثير ذلك على أدوار ومسئوليات وقيم المجتمع المدني، و على سياسات التحرك نحو تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة.
ومن جهتها أشارت السفير ة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية إلى إننا أمام واقع يتخطى تنشئة الطفل التنشئة التقليدية إلى التنشئة الاليكترونية التي تتوافق وطبيعة العصر الرقمي في مرحلته الرابعة.
كما أشارت إلى أن الدراسات العلمية أكدت أن الأطفال الذين تزامنت أعمارهم مع ظهور وانشار الانترنت لا يعيرون اهتماما بالعلاقات التقليدية لقبولهم بمعايير العالم المبني على الأسس الاليكترونية والاندماج، وهنا يظهر الدور الهام للعمل على تهيئة البيئة الاجتماعية الداعمة لعملية التمكين من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية والتكنولوجية سواء التمكين الذاتي للطفل من خلال بناء قدراته أو من خلال التمكين الموضوعي الموجهة إلى بيئة الطفل و المؤسسات الاجتماعية المتمثلة بالأسرة والمدرسة والمؤسسات الحكومية والخاصة.
في حين أشار الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية إلى أن العالم اليوم يتسم بالتعقيد وسرعة التغير حيث يتم إعادة تعريف المعايير الاجتماعية والاقتصادية والسياسية باستمرار. فالحد من الفقر، وتعزيز النمو الاقتصادي، والتوظيف، وإدارة التحولات الديموغرافية (علم دراسة السكان)، وتعزيز التنوع والمساواة، ومعالجة تغير المناخ، وضمان السلامة العامة، والاستجابة للتحضر والثورات الصناعية باختلاف مراحلها هي بعض التحديات التي يواجهها كل مجتمع من مجتمعاتنا العربية الآن، والتي ينبغي معالجتها على مستويات متعددة، وهذا يوضح الحاجة إلى تطوير رؤى واضحة للسلم والازدهار والتنمية المستدامة في المجتمعات.
وخلال كلمته عن “المجتمع المدني وتمكين الطفل العربي” أكد الدكتور ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” أن الاهتمام بالطفولة هو من أساسيات استدامة التنمية، التي ترمي في أبسط مفاهيمها إلى حفظ حقوق الأجيال، والاتزان في الاستفادة من الموارد، أي ضمان التجدد وعدم الإهدار، والطفولة بإمكاناتها ومقوماتها وبما تعنيه للمستقبل هي مورد متجدد، ومن هنا فإن كل ما يُرصد للطفولة من مال وجهد ووقت هو رصيد مستثمر في مستقبل الأمة. مضيفا سعادته بأنه لدى أجفند، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز، قناعة راسخة بأن مشكلات الطفولة، وبخاصة الطفولة العربية كبيرة وكثيرة ومتشابكة لأنها تركت بدون علاج أمداً طويلاً وغاب عنها المنظور الاستراتيجي. وإنه من الضروري استصحاب التقنية وتطوراتها في تعاملاتنا مع قضايا الطفل العربي، لإيمانه بمستقبل التقنية، وفوائدها في تحقيق استدامة التنمية.
وصرح الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية بأن أعمال المنتدى تشهد اليوم الأربعاء جلسات علمية حول واقع المجتمع المدني العربي للطفولة في ظل التغيرات وما تشهده المنطقة العربية من تحديات، وتأثير ذلك على أدوار ومسؤوليات وقيم المجتمع المدني. كما يتم إلقاء الضوء على دور المجلس العربي للطفولة والتنمية في العمل المدني في مجال الطفولة والتنمية، ودور المجتمع المدني في ظل الحروب والطوارئ، ودور الشباب والتطوع للعمل من أجل المجتمع المدني، إضافة إلى استعراض التجارب والمبادرات العربية الرائدة في مجال تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة.
وأشار “الببلاوي” إلى أن أعمال المنتدى قد شهدت في يومه الأول جلسات عمل حول مدى جاهزية الطفل العربي لعصر الثورة الصناعية الرابعة، حيث تم إطلاق أول دراسة عربية ميدانية استكشافية بعنوان “جاهزية الطفل العربي لعصر الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها”، والتي تعد دراسة استشرافية، وتشكل تراثا علميا لأنها تعتمد على منهجية وخبراء ومتخصصين. مضيفا سيادته بأن نتائجها جاءت لتشير إلى ضعف الجاهزية ووجود فجوة للتعامل مع مقتضيات عصر الثورة الصناعية الرابعة، مع وجود تقدّم نسبي على مستوى المهارات الشخصية مقارنة بالمهارات المعرفية، وأنه ثمة حاجة إلى التعجيل بإعادة النظر في النظم التعليمية الحالية من أجل توجيه مقاصدها وممارساتها وأدوات عملها نحو المستقبل، وأخيرا أهمية التوجه نحو “التعليم والتعلم مدى الحياة”، وذلك لتمكين الأجيال الحالية والمستقبلية، ووضع استراتيجيات تنموية طموحة ودعم استدامة البرامج والمشاريع المعنية بتمكين الأطفال والشباب.
كما شهد المنتدى أيضا كلمة مرئية من الدكتورة نجاة مجيد معلا ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الأطفال، وفقرة فنية من كورال مكتبة الإسكندرية، وعرضا عن مهارات المستقبل من الدكتور هاني تركي رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة العربي – برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدولة الإمارات العربية المتحدة.