“السكتة الدماغية” دقائق حاسمة قد تنقذ حياة
"السكتة الدماغية" دقائق حاسمة قد تنقذ حياة

تُعد السكتة الدماغية ثاني أبرز أسباب الوفاة وثالث مسببات الإعاقة على مستوى العالم، حيث تُشكل تهديدًا صحيًا بالغ الخطورة، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى إصابة نحو 15 مليون شخص سنويًا، يفقد 5 ملايين منهم حياتهم، فيما يُصاب عدد مماثل بإعاقات دائمة.
في مصر، ومع تجاوز عدد السكان 100 مليون نسمة، وتزايد معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، تتعاظم أهمية التوعية بعوامل الخطر المرتبطة بالسكتة الدماغية، وتكثيف الجهود لتعزيز فرص التشخيص والعلاج المبكر.
وفي هذا السياق، شدد الأستاذ الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني وأستاذ أمراض المخ والأعصاب، على خطورة التأخير في التعامل مع أعراض السكتة الدماغية، مؤكدًا أن المريض يفقد ملايين الخلايا الدماغية مع كل دقيقة تمر دون تلقي الرعاية الطبية المناسبة.
وأوضح أن الاستجابة السريعة تمثل العامل الأهم في إنقاذ حياة المريض وتقليل نسب الإعاقة المرتبطة بالحالة، داعيًا إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأعراض السكتة وطرق التعامل معها فورًا.
ولمساعدة العامة على تمييز العلامات المبكرة، يتم استخدام قاعدة “عاجل – FAST”، وهي أداة مبسطة لتحديد الأعراض الأولية للسكتة الدماغية وتشجيع التحرك الفوري:
- ع: عسر في الكلام أو ظهور ارتخاء في نصف الوجه.
- ا: انحراف في الفم وصعوبة في النطق أو الفهم.
- ج: جهة ضعيفة بالجسم – عدم القدرة على رفع ذراع أو سقوطها تلقائيًا.
- ل: لا تتأخر – الوقت عنصر حاسم، وكل دقيقة تُحدث فارقًا.
وعند ملاحظة أي من هذه الأعراض، يُنصح فورًا بالاتصال بالإسعاف أو التوجه إلى أقرب مركز متخصص لعلاج السكتات الدماغية، ويمكن تحديد أقرب مركز عبر خريطة إلكترونية أطلقتها الجهات المعنية:
http://egypt-stroke-map.com
يؤكد المتخصصون أن سرعة الوصول إلى العلاج المناسب لا تسهم فقط في تقليل الأضرار التي تصيب الدماغ، بل تزيد من فرص التعافي الكامل وتحسن جودة حياة المريض على المدى الطويل.
وتبقى الرسالة الأهم أن المعرفة المجتمعية البسيطة قد تنقذ حياة، وأن كل دقيقة تأخير في التعامل مع السكتة الدماغية تعني فقدانًا لا يُعوَّض لخلايا الدماغ، ما يحتم ضرورة نشر التوعية والتعامل بجدية مع أي علامة تحذيرية.






