التحديات المعاصرة فى التربية بملتقى المرأة بالجامع الأزهر الشريف
آمنة عبدالحليم
دار اللقاء الأسبوعى بملتقى المرأة بالجامع الأزهر الشريف ، حول التحديات المعاصرة في التربية الأسرية ، وكان من اللقاءات الثريه جدا والبناءه ،مع كلا من :
الأستاذة الدكتورة / إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة ، والأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات .
والأستاذة الدكتور / حنان مدبولى أستاذ التربية بجامعة الأزهر ، إستشاري صحه النفسية والإرشاد الأسرى.
وأدارت الندوة الأستاذة الدكتورة / حياة العيسوى الباحثة بالجامع الأزهر الشريف .
الدكتورة / إلهام شاهين تحدثت عن :
دور الأزهر فى التصدى ومواجهة الحرب الحالية للنيل من اللغة العربية ، والحفاظ عليها والتمسك بها ، فهناك بعد الأسر تهتم بتعليم أبنائها اللغات المختلفه وتفتخر بذلك ، كما يوجد الأن إستخدام لغه غريبه فى التواصل وكتابة الرسائل والتى يطلق عليها الفرانكو اراب ، بإستبدال بعد الحروف فى الكلمات بأرقام ، لذلك لابد من الإهتمام باللغة العربية وحث أولادنا على إتقانها فهى لغتنا الأساسية ، ولغة القرأن الكريم .
وتابعت دكتورة / إلهام حديثها :
إننا نخوض الآن معركة من أخطر المعارك الفكرية، وهي معركة الإلحاد فهذه احد اخطر انواع الحروب الجارية الأن ؛ فهى حرب في اليقين بالله والشك في عدله سبحانه وتعالى، ومن ثم التشكيك في وجود الله أصلا عياذا بالله ، لذا فعلى الأم أن تنتبه لهذا حتى لا يقع أطفالها في مثل هذه الأمور، وعليها أن تربي أبناءها على أن الدين هو اليقين بالله سبحانه وتعالى، وعلى الإخلاص فى العبادة لله عز وجل ، مؤكدة أن أداء الفرائض هي حائط الصد الأول للوقاية من مثل هذه الأفكار الهدامة، فعلى الزوجة أن تحفز زوجها وأولادها للذهاب إلى المسجد للصلاة وتحفيزهم على فعل الخيرات بالكلام الطيب ، فالكلمات الطيبة لها أثرها الطيب في النفوس .
وأضافت د. إلهام شاهين :
هناك أمر نريد أن ننتبه إليه وهو تحدٍ هام تواجهه اللغة العربية للقضاء عليها ، فهناك حرب قامت على لغتنا العربية لغة القرآن ، فكان للأزهر الشريف دوره البارز في مواجهة هذا التحدي ، والنهضة بالتعليم على مدى القرون وفي معظم بلدان العالم ، فهو ثاني أقدم الجامعات التي عرفها العالم ومنه انبثقت البعثات العلمية التي كانت بمثابة مشاعل نورٍ أضاءت سماوات الجهل، وإلى أروقته وفد طلاب العلم من شتى بلدان العالم لينهلوا من معينه الصافي،
وخُصصت الأروقة بأسماء تلك البلدان التي لازالت موجودة حتى الآن شاهدة على دور الجامع الأنور، مثل : رواق المغاربة ، ورواق الأتراك ، والشوام ، وغيرها من البلاد الإسلامية التي بعثت بطلابها ليتعلموا أمور الدين وشرائعه وينطقوا لغته العربية الصحيحة ، ويعودوا إلى أهلهم وينشروا العلم الصحيح ، وقامت محاولات فاشلة لسلب اللغة العربية ، بدعوى أنها لغة ثقيلة ، واقبلو على تعلم اللغات الأخرى ، مثل : الإنجليزية ، والفرنسية، زعما أنها لغة التحضر والمدنية ، ثم ما لبثت أن قوبلت هذه الدعوى برفض شديد جدا من علماء الأزهر الذين كان لهم دور بارز سُطر بماء الذهب في هذا الصدد.
وعن دور الزوج والزوجة فى تربية الأبناء قالت الدكتورة/ حنان مصطفى مدبولي :
أن التربية ليست دورًا تقوم به الزوجة وحدها، بل هو دور مشترك بينهما ، كما يجب على الآباء مراقبة أبنائهم في استخدام مواقع الإنترنت وعدم الانشغال عنهم ، ويتابعونهم جيدا ماذا يشاهدون ، فهناك ألعاب بها قدر عالى من العنف لها تاثيرات سلبية ، لابد أن يكون الأبوان قدوة حسنة لأولادهم ، وأن يعلموا أولادهم كيفية التفكير الإيجابي والنقد البنّاء والاستماع إليهم وإنشاء حوار مشترك بين الأولاد وبينهم، وتعليمهم المشاركة داخل الأسرة لأنه بهذا سيتعلم المشاركة مع الآخرين في الخارج، وتعليمهم الثقة بالنفس في ضوء تعاليم القيم الإسلامية.
وشددت على أنه لا بد من الحرص على التمسك باللغة العربية، وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم، على تعليم اللغات الأخرى، لكن بعد ترسيخ اللغة العربية لدينا فهي لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة، فبدونها لن يفهم الأولاد دينهم ولا عقيدتهم.
كما أوضحت د. حنان مصطفى : أن اللغة العربية تهاجَم بشكل غير مباشر بتعلم اللغات الأخرى عن طريق انتشار مدارس اللغات من مرحلة الطفولة إلى ما بعد الجامعة، وأصبح بعض أولياء الأمور ينهون أبناءهم عن التحدث باللغة العربية في المنزل، وأحياناً بعض الأسر تهاجر خارج البلاد من أجل التهرب من اللغة العربية .
وأضافت : تتعدد التحديات التي تواجهنا في تربية الأبناء، فقديما كان يقوم بتربية الأبناء الآباء والأجداد والمدارس ودور العبادة، أما الآن فنحن نواجه في تربية أبنائنا العديد من التحديات منها ماهو ثقافي أو فكري أو قيمي أو تكنولوجي، وكلٍ يؤثر بدوره في التربية الثقافية والفكرية والقيمية.
وإختتمت الندوة الدكتورة / حياة العيسوي، قائله : أن الحكم التشريعي نبهنا إلى أن صاحب الالتزام بالمنهج ، يطمئن إلى لقاء ربه ويطمئن إلى جزائه، فعمل الرجل الصالح ينعكس على أولاده من بعده، واقرأ قوله سبحانه وتعالى : “وَلْيَخْشَ الذين لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواّ الله وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً “
صدق الله العظيم .
ولنا في الخليل إبراهيم عليه السلام ، حينما ابتلاه الله سبحانه وتعالى في بداية حياته بالإحراق في النار ، ولأنه قوى الإيمان ؛ فقد جعل الله النار برداً وسلاماً، وابتلاه الله في آخر حياته برؤيا ذبح ابنه ، ولعظم إيمانه ؛ امتثل لأمر الرحمن الذي افتدى إسماعيل بكبش عظيم .
واسترسلت د. حياة العيسوى :
إن الإنسان في العمر المتأخر يكون تعلقه بأبنائه أكبر من تعلقه بنفسهة، وهكذا كان الترقي في ابتلاء الله لسيدنا إبراهيم عليه السلام ، فالحق سبحانه يريد من عباده أن يؤمّنوا على أولادهم بالعمل الصالح، قال الله عز وجل في سورة الكهف :
بسم الله الرحمن الرحيم ” وَأَمَّا الجدار فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي المدينة وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ” صدق الله العظيم .
فكان صلاح الأبوين سببا في الحفاظ على ميراث الأولاد.