الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 وتأثيرها على القضية الفلسطينية
د. آية الهنداوى*
تؤثر الإنتخابات الرئاسية الأمريكية بشكل كبير على القضية الفلسطينية، حيث أن السياسة الأمريكية تلعب دوراً مهماً في تحديد مسار النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي منذ عقود، كان دعم الولايات المتحدة لإسرائيل متواصلاً ، مما أثر على المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية.
تأثير الانتخابات الرئاسية الأمريكية على فلسطين يتجسد في عدة جوانب:
1. السياسة الخارجية الأمريكية:
الرؤساء الديمقراطيين: عادة ما يتبنى الرؤساء من الحزب الديمقراطي مواقف أكثر دعماً للمفاوضات وحل الدولتين، رغم أن الدعم لإسرائيل يبقى ثابتًا. خلال فترة الرئيس باراك أوباما، كانت هناك محاولات لتحريك عملية السلام، لكنه واجه عقبات بسبب المواقف الإسرائيلية المتصلبة.
الرؤساء الجمهوريين: غالبًا ما يتبنى الرؤساء من الحزب الجمهوري سياسات أكثر ميلاً لإسرائيل، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس خلال فترة دونالد ترامب، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. هذه السياسات كان لها تأثير سلبي على جهود السلام، وأثارت احتجاجات في فلسطين والعالم العربي.
2. المساعدات الأمريكية لإسرائيل وفلسطين:
تعتبر الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات العسكرية لإسرائيل، وهذا يعزز قدرتها العسكرية في المنطقة في الوقت نفسه، فإن المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية غالبًا ما تتأثر بالسياسات الأمريكية.
تحت إدارة ترامب، تم قطع بعض المساعدات للفلسطينيين، مثل المساعدات لوكالة الأونروا، مما أثر على الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية.
3. دور الولايات المتحدة في المفاوضات:
تقليديًا، كانت الولايات المتحدة تقوم بدور الوسيط في مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على الرغم من تهميش هذا الدور في بعض الفترات.
بعد سياسات ترامب، جرى تراجع كبير في دور الولايات المتحدة كوسيط محايد، خاصة بعد اتفاقيات التطبيع التي أبرمت بين بعض الدول العربية وإسرائيل تحت ما يسمى بـ “اتفاقات أبراهام”.
4. الضغط الدولي على الولايات المتحدة:
هناك ضغط متزايد على الولايات المتحدة من المجتمع الدولي، خاصة من الدول الأوروبية والمنظمات الإنسانية، لتغيير سياستها تجاه فلسطين وإسرائيل ، والتوجهات السياسية في الإنتخابات قد تغير كيفية استجابة الولايات المتحدة لهذا الضغط.
وختاماً ، نتائج الإنتخابات الأمريكية يمكن أن تغير بشكل كبير فى مسار العملية السياسية والتفاوضية في الشرق الأوسط، سواء من خلال تغيير الدعم العسكري والإقتصادي لإسرائيل أو بتقديم حلول جديدة للمسألة الفلسطينية.
مدرس مساعد الدراسات اليهودية – كلية الآداب – جامعة المنصورة.